القاهرة- المرصد الإعلامي العراقي
انفردت جريد الوفد اليوم بملف متميز حول أوضاع العراقيين بالقاهرة، حيث وصل عددهم بمصر حسب تقديرات رسمية لـ130 ألفا في ديسمبر الماضي، ورغم ورود كلمات على لسان بعض المتحدثين من العراقيين تحمل معانٍ طائفية،كذلك بعض المعلومات المبهمة المتعلقة بصفة اللاجيء (خاصة أن العراقيين بالقاهرة بدأوا مؤخراً في التوجه لطلب اللجؤ عبر الأمم المتحدة بالقاهرة هروبا من صعوبة الحصول على إقامة دائمة بعد استنفاذ مدة الاقامة السياحية - ثلاثة أشهر)، فإن الملف الذي نشرته الوفد مدعما بالصور المعبرة في مجمله مفيد توثيقاً لشريحة جديدة من العراقيين بالمهجر ومعاناتهم في الحصول على الإقامة الرسمية وتأقلمهم مع حياة اجتماعية واقتصادية جديدة، وسنعرض في رسالتنا اليوم أهم نقاط الملف.
**
لكننا نشير أولا لصحافة القاهرة اليوم التي اهتمت كما جريدة الأخبار في صفحتها الأولى بزيارة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية لبعض دول المنطقة ومنها مصر للتشاور بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة العراق، وما تم تسريبه من خطة بوش التي أعلنت فجر الخميس (بينما جرائد الغد في غالبها تطبع وتوزع منذ التاسعة مساء اليوم السابق).، وفي الجمهورية تندر الكاتب المخضرم محسن محمد من تناقض أقوال الجانبين الأمريكي والعراقي حول تنفيذ الإعدام، وكتب عبد الله نصار عن "أيام العراق الحزينة بين العنف والفساد والديمقراطية المحمولة جواً" مستشرفا مستقبلا بتشاؤم العراق، بينما نشر الدكتور فتحي عبد الفتاح رئيس مركز دراسات الإرهاب بالجمهورية مقالا مطولا علق فيه على موجة التعاطف مع صدام، مندهشا " كيف يتحول الشياطين إلي ملائكة؟! كيف يتحول ديكتاتور فرض نظاماً فاشياً ليس له مثيل وعلي مدي أكثر من ثلاثين عاماً يحكم ويحتكم هو وأسرته وابنه نصف المختل وقبيلته وعشيرته ويقتل كل من يجرؤ علي معارضته أو حتى تقديم النصيحة بما في ذلك أعضاء كبار في حزب البعث العراقي نفسه" ، ونشرت جريدة الأهرام في صفحة قضايا و آراء مقالاً لعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري تحت عنوان "رسالة شكر من صدام حسين" اعتبر فيها أن أخطاء تنفيذ الإعدام جملت صورة صدام.
**
وننتقل للوفد التي قالت في تقديم ملفها الهام أن مصادر عدة ترى أن "حوالي 150 ألف عراقي لجأوا لمصر بعد سقوط بغداد في مارس 2003 تجمعهم مناطق الهرم وفيصل ومدينة 6 أكتوبر بالجيزة.. ووسط البلد ومدينتي نصر و الرحاب بالقاهرة..ففي القاهرة يعيش العراقيون الذين قدموا إليها من مناطق عراقية عدة ويفضلون التجمع في بؤرة سكنية وكأنهم يستظلون برائحة الوطن "
والتقت الجريدة بشاب عراقي يعمل في مخبز قال "نريد أن تعاملنا مصر مثلما عاملت العراق المصريين قبل الحرب" وتكررت إشارة كثير ممن التقتهم الجريدة لنفس المطلب الذي يلخص "عشم العراقيين في المعاملة بالمثل" على اقل تقدير،بالإضافة لما طالب به أحدهم من "رعاية خاصة" كون العراق يمر حالياً بأزمة هي التي دفعت أبناءه للرحيل طلبا للأمان.
وعن معاناة الأسر التي لديها أبناء في صف التعليم قالت إحدى العراقيات للجريدة والتي لم تحصل على تجديد لإقامتها السياحية "بعد شهور سوف تنتهي الدراسة وسوف تطالبني الجهات الرسمية بالإقامة حتى تعتمد شهادات الأبناء وهو الذي لن يتحقق فيما يبدو، والأمر الذي يعني أن مستقبل الأبناء ضاع .. لأننا نعامل معاملة الأجانب في مصر(يذكر أنه يتوجب على من يتجاوز مدة إقامته الشرعية بمصر سداد غرامة تبلغ 153 جنيها -نحو 25دولار للعام)
ونقلت الجريدة عن نزار مرجان القنصل بسفارة العراق بالقاهرة أن أعداد العراقيين قبل الغزو كانت تتراوح ما بين 7 إلى 10 آلاف عراقي أما منذ بداية عام 2004 حتى عام 2005 وصل عدد العراقيين في مصر الي 25 ألفا تقريبا وحتي نهاية 2006 وصل عددهم الي 70 ألفا تقريبا وقال أن هذه الإحصائية غير دقيقة فهي من خلال المعاملات اليومية للعراقيين بالسفارة(توضيح من المرصد: نشرت وكالة أسوشيتد برس نقلا عن مصدر رسمي مصري في17 أكتوبر الماضي أن عدد العراقيين بمصر وقتها 100ألف عراقي وفي ديسمبر من العام نفسه صرح مساعد لوزير الداخلية ببرنامج بالتلفزيون المصري أن العدد 130 ألفاً)
ويضيف مرجان للجريدة" أما عن العدد غير الرسمي فيقول انه قد يصل الي 50 ألفا الآن فجميع من أتي الي مصر بعد عام 2005 من العراقيين أتوا بصورة مؤقتة نظرا للظروف الأمنية والسياسية "
ويضيف مرجان " أن 75% من العراقيين في مصر دخولهم عالية نتيجة للاستثمار فيها وأكثرهم يتواجدون في مدينة 6أكتوبر نظرا لتواجد الجامعات الخاصة وأسعارها مناسبة ومنطقة حديثة وأعداد أخري منهم يتواجدون في الهرم وفيصل ومدينتي نصر والرحاب. أما عن المشاكل التي يواجهها العراقيون في مصر فتكمن في الإقامة، والسفارة لا تتدخل رسميا لحل هذه المشكلة فالدولة المضيفة للوافد من حقها الموافقة أولا وكل دولة لديها ضوابط معينة ولكننا قمنا بالتماس الرجاء للسلطات المصرية مراعاة الظرف الأمني للشعب العراقي علي أن تسهل منح الإقامات لهم ووجدنا كل المساعدة من السلطات المصرية في حل هذه المشكلات، وهناك مشكلة أخري يواجهها العراقيون وهي أن المدارس المصرية لا تسمح بدخول الطلبة العراقيين للامتحانات ما لم يكونوا مقيمين بصورة رسمية في مصر ومشكلة الأطباء أنهم لا يحق لهم ممارسة المهنة إلا بموافقة نقابة الأطباء المصرية وقد طالبت السفارة العراقية نقابة الأطباء المصرية بتسهيل إجراءات عمل الأطباء العراقيين في مصر .
وأجرت الجريدة حوارا مع الرياضي وسام أحمد شاكر قال فيه "حضرت بمفردي من العراق لأنني لا أملك أي أموال لإحضار زوجتي وابنتي وتركتهما مع والدتي وكنت لاعب المنتخب العراقي في رياضة الجمباز المائي وحصلت علي 3 ميداليات ذهبية وعملت في القاهرة مع بعض العراقيين في احد المطاعم" ويسرد شاكر قصة تعرضه للسرقة عندما كان برفقة صديقه سرمد عادل فهد ، وينتهي الأول بالقول " هكذا اهرب من الموت في العراق لأموت ذلا في مصر وأنا سوف أعود الي العراق لأموت بكرامتي هناك"
والتقت الجريدة أيضا محمد شريف الحديدي المستشار العراقي لمنظمة العمل العربية محمد شريف الحديدي الذي قال " أن عدد العراقيين الذين وصلوا الي مصر بعد احتلال العراق يتراوح بين 100 الي 150 ألف عراقي يواجهون مشاكل الإقامة
والعمل ودخول أبنائهم المدارس والجامعات.. والمستشار العراقي التحق بالعمل بجامعة الدول العربية عام 1992 وقضي في مصر 14 عاما ضمن 3 آلاف عراقي فقط كانوا في مصر منذ 10 سنوات.
وحول الشروط الإقامة الدائمة بمصر- وهي شروط عامة للجميع قال "أن يكون الحاصل علي الإقامة مستثمرا أو يمتلك عقارا تزيد قيمته علي 50 ألف دولار رأى الحديدي أن "هذا مبلغ كبير لا يمتلكه الكثير من العراقيين خاصة الوافدين الي القاهرة وأتمني أن يتم استثناء الوافدين أيام الحرب والظروف الراهنة من هذا الشرط وأن يتم منح الإقامة لمن لديه طالب يدرس في الجامعات المصرية كما كان يحدث من قبل أو يتم الاكتفاء بالإقامة السياحية لرب الأسرة لقبول أبنائه في المدارس المصرية وعدم اشتراط الإقامة الدائمة .... كما نأمل في إعفاء العراقيين من الرسوم الدراسية بما في ذلك الجامعات الحكومية والخاصة كما فعلت مصر من قبل مع اليمنيين والسودانيين لاسيما أن الطلبة العراقيين لو تم توزيعهم علي الجامعات المصرية فلن يزد نصيب الجامعة الواحدة منها علي 11 طالبا.
وحول الاستثمارات العراقية في السوق المصري قال أنها " مازالت تحبو خطواتها الأولي منها علي سبيل المثال شركة للمناديل الورقية حيث يشارك فيها رجال أعمال عراقيون بنسبة 50% كما يشاركون في إحدى شركات الغزل والنسيج وأحد المطاحن والآن يتجه رجال الأعمال العراقيون للاستثمار في الأراضي الزراعية والعقارات ذلك لأن الزراعة والعقارات هي المجال المناسب لهم علي عكس الصناعة التي تحتاج الي استقرارهم في مصر ونحن لا نتمنى استقرار رجال الأعمال العراقيين بصفة دائمة في مصر لأن هذا الاستقرار يعني ضياع العراق.
ونقلت الوفد تأكيدات مصدر مسئول في مكتب مفوضية السامية لشئون اللاجئينUNHCR
أن اللجوء "هو حق ممنوع لكل العرب بما فيهم العراقيون(توضيح من المرصد: المعنى المقصود من هذه الجملة هو أن مصر ليست معلنة كدولة إعادة توطين للاجئين من أي مكان بالعالم وليس هذا إجراء موجهاً ضد العرب أو العراقيين، فالدول المستقبلة للاجئين بالعالم معروفة مثل أمريكا واستراليا وكندا ونيوزيلاند وبعض دول غرب أوربا، وهي- أي مصر- فقط دولة مضيفة للمقر أي الدولة التي يوجد بها مقر للمفوضية اللاجئين، وبحكم مكانها الجغرافي فهي أيضا دولة عبور للاجئين وغالبهم من فلسطين والسودان ثم الصومال ومؤخرا العراق ، وتوجد برامج تتعلق باللاجئين للاندماج المحلي أو التأهيل وليس من بينها حق اللجوء، لكن كانت هناك حالات قليلة جدا حصلت على اللجؤ السياسي من الرئاسة المصرية وبالأخص في فترة الخمسينات والستينات وليس عبر المنظومة الدولية) و يضيف المصدر "لكن هناك خطوات يجب إتباعها مثل أن يتقدم الشخص مثلا بطلب تتم دراسته وتحديد موعد للمقابلة وعلي أساس ما يتم في المقابلة يتم تحديد إذا كان الشخص يستحق اللجوء أم لا ولكن العراقيين لهم وضعية خاصة بسبب الظروف السيئة الموجودة في دولتهم حيث يتم منح العراقي صفة لاجئ فقط ويتم تحديد أسباب اللجوء فمثلا هنالك اللجوء الإنساني واللجوء العراقي وهكذا بعدها يصبح من حق العراقي الإقامة في مصر 18 شهرا فقط(توضيح من المرصد: المعنى المقصود أنه في هذه الفترة يحصل ملتمس الحماية Asylum Seekers على بطاقة حماية مؤقتة صفراء) وفي خلال تلك الفترة يتمتع العراقي بجميع الحقوق المميزة وبعد انتهاء المدة يتم تحديد مقابلة أخري واذاكانت الأوضاع لا تزال سيئة في العراق يتم منحه 18 شهرا جديدة وهكذا.
وأكد المصدر انه لم يتم تحديد عدد العراقيين في مصر الآن لأن هناك الكثير يرحلون من وهناك أعداد كبيرة تدخل مصر يوميا ولكن يمكن القول إن 11 ألف عراقي فقط حصلوا علي صفة لاجئ وهناك العشرات من الطلبات اليومية تقدم الي المكتب.
ونقلت الجريدة رسالة مؤثرة من تلميذ عراقي بالمرحلة الابتدائية يدعى حيدر إلي وزارة التربية والتعليم بمصر" كتبي اتحرقت في بغداد .. وعاوز أدخل مدرسة في القاهرة"
وفي لقاء آخر مع أسرة عراقية تلخص المعاناة التي بدأ العراقيون في مواجهتها بعد تشديد إجراءات الحكومة المصرية في منح الإقامة منذ الصيف الماضي تقول الوفد " تتنوع المآسي وتتعدد الأحزان وتبقي حكاية أسرة المهندس العراقي »ح« واحدة من أكثر مآسي العراقيين في مصر حزنا وغرابة معا. هي أسرة شطرتها الظروف نصفين أحدهما في دمشق بسوريا يعاني مرضا خطيرا في القلب والثاني في القاهرة محاصر بين لوعة الغربة وعضة المرض وفقدان الأمل ونفاد المال وغياب السند... دخلت الأسرة القاهرة في شهر أكتوبر الماضي بتأشيرة دخول سياحية مدتها شهر استأجروا شقة في أحد أحياء القاهرة وبعد أسبوع فقط من وصولهما للقاهرة وصلت للزوج أنباء من سوريا تخبره بأن والده يعاني مرضا خطيرا في القلب دخل علي إثره الي أحد مستشفيات دمشق. لم يكن أمام المهندس الشاب خيار ودع زوجته وطفلتيه وعلي الفور طار الي سوريا وقضي هناك أسبوعا اطمأن خلاله علي والده ولما استقرت حالته الصحية قرر العودة للقاهرة ولكن وجد مفاجأة غير سارة في انتظاره رفضت السفارة المصرية في سوريا منحه تأشيرة لدخول مصر حاول بشتي السبل إقناع مسئولي السفارة بالسماح له بدخول مصر ليلحق بأسرته ولكن دون جدوي لم يفقد الأمل وظل لأكثر من 40 يوما متصلة يتردد علي السفارة المصرية أملا في الحصول علي تأشيرة لدخول مصر حتى أصابه مرض بالقلب وانتهي به الأمر داخل أحد مستشفيات دمشق"
http://www.iraqegypt.blogspot.com/
هناك تعليقان (٢):
السلام عليكم
شكرا لهذا العمل الطيب و نتمنى ان تتابعوا مشاكل العراقيين في الاردن ايضا خاصة منع الشباب من دخول المملكة
رغم انهم مسالمين
إرسال تعليق