١٦‏/٠١‏/٢٠٠٧

هل تراجعت الحكومة المصرية عن مساندة خطة واشنطون الجديدة بالعراق؟

القاهرة - المرصد الإعلامي العراقي من قراءة الصحافة الرسمية المصرية هذا الصباح، ربما وجدنا مؤشرات تدل على أن زيارة ووزيرة الخارجية الأمريكية رايس للقاهرة جعلت الأخيرة تبدي مزيداً من البعد عن المشاركة في الترتيبات الأمريكية الجديدة بالعراق؛ ففي مفارقات ذات دلالة، أبرزت الأهرام أهم الصحف الرسمية المصرية تعقيبا على لقاء الرئيس المصري مبارك ووزيرة الخارجية الأمريكية رايس بالقول أنها مباحثات إيجابية فيما يتعلق بـ" العلاقات الثنائية والدولة الفلسطينية"في حين كان التعليق بالقول "مقتنعون بخطة بوش‏..‏ وننتظر تطبيقها من أجل استقرار العراق" من نصيب أحمد أبوالغيط‏ وزير الخارجية المصري، والذي نقلت الجريدة أنه سيسافر لواشنطن خلال أسبوعين بصحبة مدير المخابرات عمر سليمان لمشاورات حول قضايا الشرق الأوسط دون تسميتها، وإن كان سليمان ظهر نشاطه للإعلام مؤخراً في قضية خارجية واحدة دون غيرها هي الملف الفلسطيني. وفي رأي الأهرام (الذي ينشر بغير توقيع معبرا عن رأي الجريدة الأقرب لنظام الحكم بمصر) وعنون اليوم بـ" الدبلوماسية المصرية والأمريكية تجاه المنطقة"كان تركيز الفقرات السبعة للمقال على المسار الفلسطيني في حين أُشير للعراق ضمناً مرتين فقط بين دول المنطقة التي"تسعى مصر لدعم الاستقرار فيها" كما خلت مقالات الرأي والأعمدة من تناول للعراق باستثناء مقال لأمين هويدي وزير الاستخبارات والإعلام في عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، تحدث فيه هويدي عن خواطره الحزينة يوم إعدام صدام قبل 18 يوماً. وحول العراق نقلت الجريدة عن رايس في مؤتمرها الصحفي إن الولايات المتحدة‏,‏ ودول الشرق الأوسط (دون أن تسمي مصر) تشترك في المخاطر والمسئوليات‏,‏ لأن هذه المنطقة ستتأثر بالنتيجة التي ستحدث في العراق‏,‏ وأكدت أهمية التساوي بين جميع العراقيين من السنة‏,‏ والشيعة‏,‏ والأكراد‏,‏ والبدء في العمل الدبلوماسي لصياغة استراتيجية مشتركة للسير قدما إلي الأمام‏. فيمااقتصرت الجمهورية (يومية حكومية تصدر عن دار التحرير)في كلمتها تعليقاً على زيارة رايس لمصر على الشأن الفلسطيني، وخلت مقالات الرأي من أي تناول للعراق. وفي الأخبار (يومية حكومية تصدر عن دار أخبار اليوم) اعتبر رئيس تحريرها السابق جلال دويدار أن بوش هو "نيرون هذا العصر"مستعرضا إخفاقات أمريكا بالعراق وساخراً من تصريح لبوش بعد إعلان استراتيجيته الجديدة بالعراق، وبالأخص جملته " الشعب العراقي يجب أن يكون ممتنا للشعب الأمريكي"، وكتب السفير د.السيد أمين شلبي تحت عنوان "الإدارة الأمريكية .. صورة من الداخل "معتبرا أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن 2000 -2008 ، هي "أكثر الإدارات الأمريكية بعد الحرب الثانية إثارة للجدل حول أفكارها واستراتيجياتها وإدارتها لعلاقات أمريكا مع العالم"مفرقا بين مجموعتين تحيطان ببوش أولهما " تيار المحافظين الجدد وهو التيار الذي تبلور في السياسة الأمريكية مع نهاية التسعينيات" وثانيهما " المجموعة التي شكلت إدارة بوش والتي تولت تنفيذ سياساتها، فهي تلك المجموعة الضيقة التي تتكون من الرئيس الأمريكي، ونائبه ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ووزير الخارجية السابق كولن باول، ومستشاره للأمن القومي ثم وزيرة الخارجية وكونداليزا رايس" واستعرض السفير هذه الأسماء وأداء إدارة بوش وانتهى بأنه رغم انسحاب البعض وتغيير البعض الآخر أفكاره فإن بوش بقىكما هو وكما قال "روجر أوين الأكاديمي البريطاني المتخصص في شئون الشرق الأوسط بجامعة هارفارد إن بوش " يبقي رئيسا لا يؤمن سوي بمنطق النصر والهزيمة ويعجز عن الإقرار بكلمة الفشل." لم يسقط العراق إذن سهوا من صحافة القاهرة الرسمية لكن الموقف الحكومي هو الذي بدا أكثر تحفظاً حول المشاركة في أي ترتيبات امريكية في هذا البلد.

ليست هناك تعليقات:

الأخبار من صوت العراق

FEEDJIT Live Traffic Feed

Counter