٠١‏/٠١‏/٢٠٠٧

كيف تناولت الصحف المصرية إعدام صدام ؟

كيف تناولت الصحف المصرية إعدام صدام ؟ القاهرة- المرصد الإعلامي العراقي newiraq@gmail.com *الصحف الحكومية تحذر بصور مختلفة مما اعتبرته مكاسب طائفية للإعدام *إجماع على رفض توقيت الإعدام في مناسبة دينية *الوفد تخصص ملفا كاملا للحدث واستطلاع رأي المثقفين ورجل الشارع *الخارجية المصرية تعرب عن مخاوفها من تعثر جهود المصالحة *كاتب:أمريكا تعلمت من الحكومات العربية اختيار العيد لتمرير قراراتها مستغلة انشغال المواطنين *المؤرخ جمال بدوي: نهاية صدام حسين عبرة لكل جبار يستهين بشعبه،ويبنى مجده علي جماجم القتلى والشهداء *مفتي الديار السابق:صدام مات شهيدا وتجوز صلاة الغائب عليه *معارضون عراقيون بالقاهرة: صدام كان يستحق الإعدام منذ1968، وآخرون : لم يكن هناك داع لتنفيذ الحكم لان النظام سقط منذ التاسع من نيسان. *مصطفى بكري يسأل مبارك عن سبب صمته ويتهم حكومته بدفن رأسها في الرمال وتخليها عن دورها العربي رغم غضب الشارع ويطالب بطرد سفير أمريكا وإيران *مواطن يسأل لماذا اختاروا يوم مباراة الأهلي والزمالك لتنفيذ الحكم؟ وعالم سعودي يكفر الشيعة تناولت معظم الصحف المصرية الصادرة هذا اليوم إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ورغم تشابه المادة الخبرية إلا أن بعض الجرائد اتجهت لاختيار عناوين للموضوعات أو تعليقات على الصور المنشورة تحمل رؤيتها للحدث، وتكرر وصف صدام في معظم الجرائد بالرئيس السابق وليس الأسبق ربما لخطأ غير مقصود،أما المجلات المصرية الأسبوعية-والتي تصدر السبت والأحد- فقد طرحت بالأسواق مبكرة عن موعدها بسبب عطلة الأعياد ومن ثم لم تتناول الخبر. تحت عنوان"هدية العيد علي الطريقة الأمريكية"كتبت الجمهورية-يومية حكومية تصدر عن دار التحرير "لم ينس بوش تقديم هدية عيد الأضحى للعالم الإسلامي بإعدام أول رئيس عربي مسلم بيد الغزاة بعد محاكمة هزلية تبرأت منها المنظمات الحقوقية الدولية" ووصفت تتوجه هدية بوش بالأخص إلي هؤلاء النفر من العراقيين الذين أوجدوا من أخطاء صدام حسين بحقهم مبررا للتنكر لدينهم ووطنيتهم والسير في ركاب الاحتلال وتدمير دولة قوية واستعباد شعبها" وأضافت "لقد ارتكب صدام حسين جرائم وأخطاء كانت لديه مبرراتها التي قد لا نقبلها" كما جاء في تغطيتها الخبرية "آخر كلام صدام قبل الإعدام: أنا شهيد ومازلت رئيساً للعراق.. مصر تأسف لتنفيذ الحكم في العيد دون مراعاة لمشاعر المسلمين" ونقلت الجريدة عن المتحدث باسم الخارجية المصرية علاء الحديدي "نأمل ألا يؤدي تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق في هذا التوقيت الذي يمر فيه العراق بلحظات فارقة بعد فترة وجيزة من مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في بغداد منذ أيام قليلة إلي مزيد من التدهور في الأوضاع وإذكاء روح الانتقام والثأر من هذا الفعل. بدلا من بذل الجهود لرأب الصدع داخل البيت العراقي والتأكيد علي الوحدة الوطنية وتكريس عملية المصالحة الوطنية" أما الأهرام-يومية حكومية تصدر عن مؤسسة الأهرام-ففي صدر صفحتها الأولى جاء العنوان ما رأته تباينا في صدى الحدث على العراقيين وفق مذهبهم " إعدام صدام شنقا فجر عيد الأضحى يثير استياء السنة وابتهاج الشيعة.. الشنق استغرق‏25‏ دقيقة‏..‏ وأدار حوارا حادا مع جلاديه ورفض تعصيب عينيه ثم استسلم لهم" وفي عمود رأي الأهرام الذي ينشر بغير توقيع معبراً عن رؤية المؤسسة الأقرب للنظام بمصر، وتحت عنوان "الضحية والجلاد‏!" وبعد الاعتراض على توقيت الإعدام تتساءل الجريدة عن مغزى طائفي للتسرع في الإعدام "قبل أن تكتمل محاكمته علي جرائم أشد وطأة من قضية الدجيل التي راح ضحيتها‏148‏ شيعيا‏,‏ خاصة أن قضية الأنفال التي راح ضحيتها‏180‏ ألفا من الأكراد السنة لم تنته بعد‏,‏ فهل هي رسالة تؤجج الفتنة المذهبية بأن دماء طرف أغلي من دماء الطرف الآخر؟" وتوقعت الأهرام مزيدا من العنف الطائفي واختتم المقال بالإشارة " ذهب الرجل ومعه كل الأسرار ولايزال الأشرار المحرضين طلقاء يشربون نخب الضحية ريثما يعثرون علي أحمق آخر يستجيب للتحريض‏!‏" المعنى نفسه جاء في تقرير مراسلها ببغداد محمد الأمور والمعنون بـ "العراق‏...‏ اختلاط أوراق الفوضى مستمر" حيث قال "الولايات المتحدة أصبحت عاجزة في العراق..وعن مواجهة إيران في العراق وأصبح العرب في مواجهة المجازر اليومية للعرب السنة في العراق في مواجهة غير معلنة مع إيران التي سيطرت بمهارة علي جميع المفاصل العراقية" التوقعات بدخول العراق حربا أهلية كان في متن مقال "2006‏ عام الحروب الأهلية العربية" المنشور بصفحة الرأي بالجريدة لمسعود الحناوي "دول عربية عديدة وضعت أقدامها علي أعتاب نفق الحرب الأهلية المظلم‏.‏ ولاتدري أي مصير مجهول ينتظرها في ظل أصابع خفية وأيد خبيثة تعبث بمقدراتها‏..‏ فأي مصير ينتظر العراق العربي الشقيق الذي وعدوه بالديمقراطية والحرية والرفاهية؟" وفي عمود سياسة خارجية كتبت سلوى حبيب ترشح أحداث العراق كأخطر وأبشع أحداث العالم خلال‏2006"دماء وأشلاء متناثرة في الطرقات لعمال ذهبوا بحثا عن لقمة عيش‏..‏ لشباب ذهبوا للتجنيد‏..‏ لشيوخ ذهبوا للصلاة‏..‏ لأطفال في طريق مدارسهم‏..‏ لنساء بالأسواق‏" وتمضي للقول "أحداث قد لانشهدها في غابة وحوش‏..‏ تشعلها الأحقاد والكراهية والثأر‏..‏ لغتها السلاح والتفجيرات‏" ثم توجه تعليقها لما قاله الرئيس الأمريكي بوش مؤخرا حول كون عام‏2006‏ صعبا علي الأمريكيين والعراقيين" وعام‏2007‏ سيكون أصعب فيما يبدو‏,‏ يشهد مزيدا من التضحيات والضحايا‏,‏ بل المزيد من كوارث بوش السياسية‏,‏ طالما توهم انه سيحقق نصرا مستحيلا بالقوة العسكرية وطول البقاء بالعراق‏..‏ وربما يدرك بعد فوات الأوان أن حربا خاسرة أفضل من حرب بلا نهاية‏" أما جريدة الأخبار-يومية حكومية تصدر عن دار أخبار اليوم-فقد نقلت الحدث وتفاصيل الساعات الأخيرة قبل تنفيذ الحكم عن وكالات الأنباء وتصريحات مستشار الأمن القومي د. موفق الربيعي، واختارت عنوانا لصورة لصدام في طريقه للمشنقة "صدام مع جلاده قبل الإعدام" المصري اليوم- يومية مستقلة- التي خلت مقالات الرأي وأعمدة الكتاب فيها من أي إشارة للإعدام فقد أفردت صفحتين للحدث، بخلاف عنوان رئيسي باللون الأحمر يقول: أمريكا تقدم صدام "قربان" للحرب الأهلية في العراق ..انقسام عالمي حول الإعدام..المسلمون يعتبرونه استفزازا وإهانة جديدة لهم في أول أيام العيد... خبراء: إعدامه رسالة للحكام العرب الذين اكتفوا بالمشاهدة. ونقلت الصفحة الأولى ومعظم الثانية من ملف الجريدة ما بثته وكالات الإنباء حول الحدث في حين احتوت الثانية آراء الشارع المصري"صدمة من توقيت الإعدام" وقال بائع شاي أنهم اختاروا هذا اليوم لأنه مباراة الأهلي والزمالك(اكبر فرقتي كرة قدم بمصر ولعبا مباراة هامة مساء السبت انتهت بفوز الاهلي2-1) ! ونقلت الجريدة بيان نقابة المحامين المصرية التي أدانت الإعدام كما نقلت آراء حقوقيين رأوا أن من حق الشعب محاكمة صدام لكنهم انتقدوا إجراءات المحاكمة وتوقيت تنفيذ الإعدام، كما قدم النائب البرلماني ورئيس تحرير جريدة الأسبوع المستقلة- مصطفى بكري- والذي ورد اسمه سابقا في كوبونات النفط التي اتهم نظام صدام بتوزيعها من برنامج النفط مقابل الغذاء على ساسة وإعلاميين مقابل الدعاية لنظامه- تقدم بكري ببيان عاجل يطالب الحكومة بإعلان الأسباب الحقيقة التي دعتها للصمت متهما إياها بدفن رأسها في الرمال وتخليها عن دورها العربي رغم غضب الشارع وطالب بطرد السفير الأمريكي والقائم بالأعمال الإيراني بالقاهرة. وفي حوار مع نصر فريد واصل مقتي الديار المصرية السابق قال: صدام مات شهيدا وتجوز صلاة الغائب عليه( وقد قامت بعض المساجد بالفعل بإقامة صلاة الغائب في ناحية كوبري القبة) وتحت عنوان " ردود أفعال متباينة للمعارضة العراقية بالقاهرة" نقلت الجريدة تصريحا قصيرا لأحد من وصفتهم بالمعارض العراقي بالقاهرة-تحفظ على ذكر اسمه- نفيه أن يكون هناك رابط بين إعدام صدام و يوم العيد كون الشيعة سيحتفلون بالعيد الأحد، مضيفا أن صدام كان يستحق الإعدام منذ عام1968 عندما وصل البعث للحكم، و أبدى المصدر اعتراضه على تنفيذ الحكم في ظل وجود الاحتلال الأمريكي، في حين أفردت الصحيفة مساحة أكبر لتصريحات علي كليدار - معارض عراقي كان يعمل مراسلاً لجريدة المؤتمر- الناطقة بلسان المؤتمر الوطني العراقي INC بالقاهرة مع علاقات جيدة ربطته بسفارة النظام السابق - حيث قال أن " الإعدام محاولات من القيادات الحزبية و الشيعية لإعادة الشارع من جديد ومحاولة اللعب بالمشاعر من خلال الإيحاء بان صدام وراء مأساة الآلاف من العوائل العراقية " وأضاف أن الحكم محاولة لإذلال المقاومة الوطنية والشارع العربي والحكام العرب متوقعا أن تأتي هذه الخطوة نتائج عكسية وان تشتد المقاومة وان تكون هذه العملية بداية النهاية للاحتلال وسيدفع بوش الثمن، أما نوري عبد الرازق المعارض العراقي المقيم بالقاهرة فقال إنه لم يكن يفضل تنفيذ الحكم في صدام حيث أن نظامه انتهى منذ ابريل نيسان2003. يذكر أن الجريدة قد أوردت خبرا في صفحتها الأولى مكرر عن تكفير أتحد علماء السعودية لأتباع المذهب الشيعي وضمنت ما اعتبرته وكالة اسوشيتد برس الأمريكية مخاوف ملك الأردن و رئيس مصر من صحوة الشيعة. أما الوفد-يومية تصدر عن حزب الوفد الجديد الليبرالي وهي أقدم الجرائد المعارضة اليومية- فمثلما فعلت قبل أكثر من شهر عندما خصصت ملفا حول إعلان الحكم على صدام جاء غالبه رصينا موضوعيا، فإنها خصصت هذه المرة أيضا ملفاً جاء بعضه غاضباً من تنفيذ الحكم، الذي قدمته للقاريء على أنه "سلطات الاحتلال الأمريكي نفذت أمس حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق" والذي قالت أنه "صعد منصة الإعدام بهدوء وكان قوياً وشجاعاً" في تحوير لتصريحات موفق الربيعي. ومن عناوين الملف: -محمد سرحان نائب رئيس حزب الوفد معلقا على توقيت الإعدام: إهانة للشعوب العربية والإسلامية -عمال مصر يستنكرون إعدام صدام يوم العيد -د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع اليساري: صدام أضحية العالم د. إجلال رأفت الباحثة السياسية: رسالة شديدة الوضوح للمنطقة وللشعب العراقي أبوالعلا ماضي(رئيس حزب الوسط الإسلامي تحت التأسيس): أمريكا ستدفع الثمن غالياً وإلى كتاب الأعمدة بالوفد حيث يكتب محمد مصطفي شردي ساخراً"يبدو أن السياسة الأمريكية تعلمت من الحكومات العربية فقررت أن يتم الإعدام صباح أول أيام العيد علي اعتبار أن الحكومات العربية تختار دائما فترات الأعياد وما قبلها مباشرة لاتخاذ القرارات المهمة لأن الشعوب تكون مشغولة بالأعياد. وإعدام صدام بهذا الشكل يؤكد مدي خوف أمريكا والنظام العراقي الموالي لها من رئيس العراق السابق. صدام صدر حكم الإعدام ضده منذ سنوات عندما قال لا لحكومة أمريكا. وأنا هنا لا أدافع عن جرائمه ضد شعبه علي مدي سنوات ولكني أعلم أن جرائم صدام لم تكن السبب الذي دفع أمريكا لغزو العراق والتخلص من نظامه فما يرتكبه النظام الجديد ضد السنة في العراق الآن أضعاف ما ارتكبه صدام من جرائم. ولكن هذا لا يغير أمريكا لأنه بالنسبة لهم هذا أفضل ما يريدون، أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا" أما المؤرخ المعروف "جمال بدوي" فكتب "كان عهد صدام نكبة علي العراق وأمله، فقد زرع بينهم الفتن وجعل منهم أطيافا متناحرة غارقة في الحرب الأهلية، وهو الذي تسبب بغبائه وغطرسته في احتلال العراق وتسليمه لقمة طرية للأمريكان. وهو المسئول الأول عن ضياع العراق، فقد ملأ الدنيا ضجيجا عن قدراته العسكرية، ومشروعاته الذرية،وأشاع في العالمين أنه سيهزم أمريكا إذا اقتربت من حدود العراق، فلما حانت ساعة الصفر ولى مدبرا إلي كهف هزيل، وهرب أعوانه بعد أن باعوه بأرخص الأسعار، وتلك نهاية طبيعية لكل من يبنى عرشه علي زيف العملاء والحثالات. صدام حسين هو أول حاكم عربي يحاكم ويعدم شنقا علي أيدي أعداء العرب، ولن يجد من يبكى عليه أو يأسف علي موته. لأنه لم يترك سطراً مضيئاً في صفحات حياته الملطخة بالسواد والدم. وهو الذي جعل من نفسه بلطجيا يهدد ملوك العرب ويبتز أموالهم، ويفرض عليهم الإتاوات باسم الكفاح المقدس، فإذا به يستخدم الأموال في بناء القصور ودور المتعة والفساد، وينثر الذهب علي العملاء الذين يسبحون بحمده ويرددون أسماءه التسعة والتسعين التي تضاهى أسماء الله الحسنى. نهاية صدام حسين عبرة لكل جبار يستهين بشعبه،ويبنى مجده علي جماجم القتلى والشهداء المكدسين في المقابر الجماعية، إنه عبرة لمن يريد أن يعتبر" أما عباس الطرابيلي فقال عن صدام " فقد راح ضحية لمغامراته الملايين من العراقيين فىحرب السنوات الثماني مع إيران.. ثم في جريمته الكبرى التي طالت الشقيقة العزيزة الكويت عندما أراد أن يلغى هذا الوطن: أرضاً. وشعباً. وحكومة.. وكانت بداية الشقاق العربي الذي مازلنا نعانى منه.. مات ضحية لطموحاته الكثير من الشيعة في الجنوب.. ومن الأكراد والتركمان في الشمال، وحتى بين رفاق المسيرة السياسية له منذ 1958 وحتى الآن هرب من بطشه ملايين العراقيين المثقفين والعلماء.. وأهدر ثروة هذا البلد"

ليست هناك تعليقات:

الأخبار من صوت العراق

FEEDJIT Live Traffic Feed

Counter