العراق في الصحافة المصرية الثلاثاء 2-1-2007
*وزير الخارجية المصري: رحيل القوات متعددة الجنسيات رهين بموافقة الجانب العراقي.
* سخرية من تهنئة الرئيس الأمريكي بوش للقادة العرب والمسلمين بعيد الأضحى وطلب لنقل سفارتي واشنطون ولندن لخارج العاصمة المصرية.
*كاتب يعتقد أن توقيت الإعدام كان يستهدف التغطية على التدخل الإثيوبي في الصومال.
*مظاهرة وجنازة غائب لصدام الأربعاء والخميس.
القاهرة-المرصد الإعلامي العراقي
صدرت جريدة الأهرام بعنوان يعبر عما استمرت عليه غالب الصحف المصرية في تغطيتها اليوم للحدث العراقي "إعدام صدام لايزال يثير الجدل وردود الفعل المتناقضة" مدللة بما نقلته عن مسئولين أمريكيين في مقدمتهم زبجنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأسبق من كون"تنفيذ الحكم لم يكن عملية عراقية بحتة..وأمريكا لن تكون أكثر أمانا الآن" مثلما نشر إحصاء أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين في العراق بلغ ثلاثة آلاف قتيل، كما اهتمت معظم الصحف بمظاهرات الاعتراض على الحكم بالعراق وكذلك مجالس العزاء التي أقيمت في بعض العواصم العربية ومشاركة ابنة صدام الكبرى رغد في اعتصام لنفس الغرض بالعاصمة الأردنية عمان حيث تقيم.
وقد نقلت الأهرام (يومية حكومية تصدر عن مؤسسة الأهرام) في صفحتها الأولى " أنصار الرئيس الراحل واصلون احتجاجاتهم.. وهيئة علماء المسلمين تدعو إلي أخذ العبرة... عضوة بالبرلمان العراقي تطالب بالتحقيق في الإهانات التي تعرض لها صدام بغرفة الإعدام - قاصدين السيدة صفية السهيل النائبة عن القائمة العراقية الموحدة والتي رشحت سابقاً لتكون سفيرة للعراق بالقاهرة"
واشتركت الأهرام مع معظم الصحف في نقل ترجمات للجدل حول الإعدام بالأخص في الصحف البريطانية "طريقة إعدام صدام تثير غضب واشنطن ولندن الأكراد يتهمون الحكومة والشيعة بتحويل التنفيذ لعمل طائفي".
وانفردت الأهرام بحوار مع وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط جاء فيه وصفه ما يحدث في العراق من عنف يومي بأنه"مأساة حقيقية وجميعنا يتألم لما نشاهده يوميا, ولذلك فقد دعت مصر من اليوم الأول لإجراء مصالحة وطنية شاملة، وضرورة احترام سيادة واستقلال العراق, كما طالبت مصر جميع القوي الإقليمية برفع أيديها عن العراق وعدم التدخل في شئونه الداخلية, حتى يسود الأمن والاستقرار ربوع العراق الشقيق, ويستطيع العراقيون أن يعيشوا في سلام مع أنفسهم أولا ومع جيرانهم ثانيا" مضيفأ أن تحقق هذه الشروط مع استكمال عملية المصالحة الوطنية وعندما "يستشعر العراقيون أنفسهم عدم الحاجة لوجود القوات متعددة الجنسيات وأن القوات العراقية تستطيع تحقيق الأمن والاستقرار بمفردها, فإن هذه القوات سترحل, كما ينص علي ذلك قرار مجلس الأمن الذي حدد شروط بقاء هذه القوات بموافقة الجانب العراقي"
كما نقلت الأهرام عن مراسلها ببغداد محمد الأنور"قصف أمريكا لمنازل في غرب بغداد في ساعة مبكرة من صباح أمس,مما أسفر عن مقتل4 أشخاص من عائلة واحدة وإصابة خامس, بينما أكد الجيش الأمريكي أنه يسعى للتحقق من الأمر.وأوضح مصدر عراقي طلب عدم الكشف عن هويته, أن القصف أصاب منازل قريبة من مكتب لصالح المطلق العضو البارز بجبهة الحوار الوطني السنية"
--أما الأخبار (يومية حكومية تصدر عن دار أخبار اليوم) فقد نقلت تغطية لمجالس العزاء بالعراق وخارجه "مسقط رأس صدام يتحول إلي سرادق عزاء مسقط رأس صدام يتحول إلي سرادق كبير للعزاء رغم القيود الأمنية إقامة مكتبة ومدرسة دينية عند مدفن الرئيس السابق ومظاهرات قرب تكريت وفي عمان وغزة مهاتير محمد- رئيس وزراء ماليزيا السابق: إعدام صدام رسالة أمريكية تطالب الناس بالخضوع لإدارة بوش " مع صورة لرغد صدام حسين تتحدث بإحدى مكبرات الصوت وقد ظهر عليه كلمتي البعث الاشتراكي.
وقال الكاتب جلال دويدار تحت عنوان"إعدام صدام واستراتيجية بوش" :إن نهاية صدام المأساوية ليست سوي عبرة لكل من سار ونافق القوي الأجنبية واخضع بلاده وطموحاته لتوجهاتها وهيمنتها. إن ما جري لصدام يجب أن يكون درسا للجميع باعتباره إضافة للكثير من التجارب المريرة التي سبق أن مر بها ملوك ورؤساء اختاروا نفس المسار. مشيرا لنموذجي (شاه إيران محمد رضا بهلوي وحاكم الفلبين ماركوس) .
أما إبراهيم سعدة (رئيس تحرير أخبار اليوم سابقا وصاحب سلسلة المقالات المدوية ضد صدام خاصة في فترة غروه للكويت، )فقد كتب عن المعارضين للإعدام على أساس حقوقي أكثر منه تعاطفا مع المدان "الغالبية العظمي من تعليقات العالم الخارجي، المعترضة علي إعدام صدام حسين أجمعت علي أن المعدوم كان يستحق أقصي عقاب علي ما ارتكبه من جرائم ضد شعبه وشعوب جاراته، وفي الوقت نفسه تري أن أقصي عقاب ليس بالإعدام، وإنما بسجنه مدي الحياة"
--وفي الجمهورية ( يومية حكومية تصدر عن دار التحرير)نشر بيان لهيئة علماء المسلمين يقول : إعدام صدام في العيد يثير الفتن، كما نشرت مقالاً لأحد القضاة (وهم الشريحة التي صعد الاهتمام الإعلامي بهم لمطالبهم بإصلاحات ونزاهة للعمليةالانتخابيةبالبلاد)هوالمستشارمحمدالجابري(نائب رئيس محكمة النقض) الذي تحدث فيه عن تزايد خطر القاعدة بالعراق عما كان عليه قبل حرب 2003بالعراق "لقد وجه تقرير وكالات المخابرات الأمريكية لطمة قوية للإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش الابن إذا أورد أن غزو العراق زاد مما أسماه التطرف الإسلامي وعظم من تهديد الإرهاب الدولي" وانتهى بالقول: يا سادة: حكم الإعدام الصادر من المحكمة الجنائية العراقية "غير الشرعية" ضد الرئيس العراقي "الشرعي" الشهيد صدام حسين ليس إعداماً لشخص صدام. وإنما هو إعدام لرئيس شرعي لدولة عربية عريقة.
--أما المساء (يومية حكومية تصدر عن دار التحرير) فتصدرتها العناوين الآتية عن العراق:
روسيا تندد بإعدام صدام..وتحمل أمريكا وقوات التحالف مسئولية التبعات..يمني أصيب بهستيريا بعد سماع الخبر.. وأطلق النار علي المواطنين في السوق..الحكومة العراقية: تنفيذ الحكم .. تم علي أسس عادلة!!
ونشرت مقالاً محمد هزاع بعنوان:"رمز".. وبرابرة! قال فيه : قد توهمت "واشنطن". ربما باجتهادها الخاص وربما بإيحاء من أنصارها في العراق. أن إعدام "صدام حسين". يمكن تصويره بأي شكل علي أنه "انتصار" وسط مسلسلات الهزائم التي تلحق بها وبأنصارها كل يوم بل كل ساعة علي أرض بلاد الرافدين!!
كما ربط مقال آخر بها مُوقع باسم "عربي أصيل" بين إعدام صدام.. وما سماه "جريمة غزو الصومال" جاء فيه "هل يمكن أن يكون من ضمن أسباب إعدام صدام حسين في هذا الوقت بالذات. إلهاء الوطن العربي والأمة الإسلامية وكل الشرفاء والأحرار في العالم عن الجريمة الأخرى التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الصومال العربية الإسلامية عن طريق وكلائها الإقليميين المتمثلين هذه المرة في إثيوبيا"
وتهكم محمد فوده من تهنئة الرئيس الأمريكي بوش للقادة العرب والمسلمين بعيد الأضحى كونه "لم يرع مشاعر المسلمين عندما أقدم علي إعدام رئيس شرعي لدولة عربية مسلمة في صباح عيد الأضحى"
--وبالإضافة لاهتمامها بما تناقلته وكالات الأنباء عن تداعيات الإعدام فقد نشرت الوفد ( يومية تصدر عن حزب الوفد الجديد الليبرالي وهي أقدم الجرائد المعارضة اليومية) للمؤرخ والكاتب المخضرم جمال بدوي مقالا بعنوان "أفضل الشرين" بدأه متسائلاً :
أيهما أفضل: العراق تحت حكم صدام ـ أم العراق تحت حكم العصابة التي تحكم العراق تحت حماية الاحتلال الأمريكي؟ والسؤال بهذه الصيغة يفاضل بين الشرين" مضيفا أن صدام هو الذي مهد للاحتلال ودلل بدوي بما كتبه الكاتب البريطاني »روبرت فيسك« عن هذا الدور في المقال الذي كتبه أمس في صحيفة »الإندبندنت« تحت عنوان »مات صدام وأخذ معه أسراره للقبر«. وهو يعني الدعم العسكري السري المخزي والمهين الذي ظلت الولايات المتحدة وبريطانيا تقدمانه لصدام علي مدار أكثر من عشر سنوات،منتهيا بالقول "وتلك طبيعة وأخلاقيات الدول الاستعمارية، فهي تعصر عملاءها حتى آخر قطرة من دمائهم، ثم تلقي بهم في برميل النفايات"
ومن الأخبار الطريفة أن تخوفا من مسيرات (لم تحدث ) ضد الإعدام دفع قوات الأمن المصرية لتطويق المنطقة المحيطة بالسفارتين الأمريكية والبريطانية بالقاهرة بحي جاردن سيتي طوال اليومين السابقين مما حدا بـمحمد مصطفي شردي ليكتب بالوفد "انقلوهم من مكانهم" مقترحا نقل السفارتين خارج العاصمة المكتظة بأكثر من 17 مليون مواطن.
يذكر في هذا الصدد أن بعض المحامين قد دعوا لوقفة احتجاجية ضد الإعدام الأربعاء في حين دعت إحدى الصحافيات الناصريات لصلاة الغائب ظهر الخميس أمام نقابة الصحافيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق