العراق في الصحافة المصرية(3-1-07)
*ما بعد الإعدام .. غياب الدولة وحضور الميليشيات وشبح الحرب الأهلية شبه القائمة بالفعل.
*مصطفى بكري: صدام اطمأن علي موقفي أنا وعبد الباري عطوان قبل إعدامه..وأراه شهيداً مثل عمر المختار.
*"أم رشا شقيقة صدام رأت جثمانه في الصفا مسجيا فعلمت أنه سيعدم" !!
*سفير العراق السابق يقيم عزاء لصدام في الدور العاشر والمصعد الكهربي يتعطل!
القاهرة - المرصد الإعلامي العراقي
مثل معظم الجرائد المصرية اليوم اكتفت جريدة الأخبار (يومية حكومية تصدر عن دار أخبار اليوم) بالنقل عن وكالات الأنباء بعض أخبار العنف اليومي بالمحافظات العراقية كذلك نية البرلمان التحقيق فيما حدث في لحظات الإعدام وإن أفردت مساحة لما أعلنته وزارة الدفاع العراقية "أن أكثر من 12 ألف مدني قتلوا في العراق خلال عام 2006 نصفهم في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، ، أما مجلة آخر ساعة( أسبوعية حكومية تصدر عن دار أخبار اليوم) فنشرت في عددها الأخير "إعدام صدام..الصفقة فشلت .. والثمن حياته على نفس الطريقة التي سارت بها حياته منذ ولادته، كانت نهاية صدام حسين في غرفة إعدام ضيقة في بغداد مربكة للكافة.. هو الوحيد الذي استفاد منها.. فقد أراد أن يحقق رغبة هؤلاء الذين رأوه بطلا طوال الوقت. ولم يخيب أملهم فمات أمام أعدائه بلا خوف.. متحديا الجميع كما عاش دائما"
وفي المصري اليوم(يومية من أعلى الجرائد المستقلة توزيعاً) كان للحدث العراقي بالاخص الاعدام نصيبه من مقالات الرأي والأعمدة، كتب محمد البرغوثى عن إعدام الرؤساء وبالاخص صدام تحدث فيها عن لحظات الإعدام ملخصا رأيه بأنه "عندما سقط مشنوقًا، قامت له في قلوبنا وأرواحنا صورة أبدية لقائد عربي لاتمثل كل خطاياه مثقال ذرة من جبال الآثام والخيانات التي يقترفها كل دقيقة حكامنا الذين ماتوا وهم أحياء، من كثرة الانحناء لأعداء شعوبهم."
وتحدثت الكاتبة الناصرية والمذيعة السابقة في راديو مونت كارلو فريدة الشوباشي تحت عنوان:صدام حسين.. وكذبة «إبريل، قاصدة "كذبة إبريل، «جلاسبي» وهي المرأة التي كانت تحتل منصب السفيرة الأمريكية لدي بغداد حيث أكدت للرئيس العراقي أن بلادها لا ترتبط بأي معاهدات دفاعية مع الكويت وهو ما ترجمه صدام حسين بأنه ضوء أخضر أمريكي لغزو الكويت واحتلالها" متتهية بتعليق على مشهد الإعدام آخر صورة لصدام حسين هي صورة رجل شجاع، رفض عصب عينيه قبل الإعدام، لم تخر قواه.. وتوجه بقدميه ويديه المغلولتين في ثبات وقت كان «جلادوه المفترض أنهم في السلطة» ملثمين ومذعورين من اكتشاف هوياتهم"
وتحت عنوان "لماذا صدام.. تحديداً؟!" يفند سليمان جودة كل أسباب عداء واشنطن لصدام ويبقي على سبب وحيد هو "أن صدام حسين كان قد حصل علي سلاح نووي، أو علي الأقل، كان في سبيله إليه، وهي مسألة تهدد أمن تل أبيب، ولابد بالتالي من منعها من عند المنبع باقتلاع نظام صدام من جذوره، وليس مجرد إسقاطه، أو إبعاده عن الحكم!!"
وتحدث عمرو خفاجي عن جدل الصحافيين حول الإعدام معنونا مقاله بـ " ِصدَام إعدام صدّام!" كما نشرت الجريدة تغطية لقيام سفير صدام الأخير في القاهرة د محسن خليل بـ«سرادق عزاء» واستطلعت رأي الممثلين ممن شاركوا في فيلم القادسية» الذين قالوا انه شبّه صدام بـ«سعد بن أبي وقاص وأنهم فوجئوا بحذف مشاهد ليظهر الفيلم كمروج لحرب العراق وقتها ضد إيران.
ونشرت الجريدة مشاركات القراء بين مؤيد ومعارض لحكم الإعدام كما استطلعت رأي باحثين في النظم السياسية والتاريخ المعاصر رأوا أن"البعثيون أضروا بالعالم العربي كثيراً.. ونظامهم وراء جر مصر إلي حرب ١٩٦٧"
الطريف أن الجريدة أجرت حوارا مع مصطفى بكري رئيس مجلس ادارة وتحرير الاسبوع واحد من ورد اسمهم في كوبونات النفط التي اتهمت حكومة صدام بانها وزعتها على ساسة واعلامين لضمان ولائهم لنظام صدام، ، وحيث يفترض أن يقوم اليوم بكري مع العاملين بجريدته باعتصام رمزي اعتراضا على إعدام صدام، في الحوار قال أنه على اتصال دائم بأسرة صدام وبالأخص شقيقته أم رشا التي كانت في الحج ورأت جثمان أخيها مسجيا في الصفا فتوقعت إعدامه، واستعرض زيارة قديمة التقاه فيها في 1989 وتحدث عن شخصيته بإسهاب ووصفه بالمثقف الواعي العروبي و" كان بسيطاً وودوداً يشعرك بالألفة من النظرة الأولي ..أراه شيداً مثل عمر المختار "
وأضاف بكري للجريدة " جاء محاميه خليل الدليمي والذي سأله الرئيس السابق ما هي الأحوال في الخارج؟ فقال له إن هناك أصحاب رأي متمسكون بمواقفهم، وهناك من نكصوا علي أعقابهم، فسأله صدام ماذا عن مصطفي بكري وعبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربية؟ رد عليه الدليمي أن موقفهما ثابت ولم يتغير، عندئذ قال له صدام بارتياح: مادام الأمر كذلك فالأمة تبقي بخير. وأكد بكري أن نفس الحوار دار بين المحامي محمد منيب وصدام وطلب منه أن يبعث له - أي بكري - بالسلام.
وواصل المؤرخ والكاتب المعروف جمال بدوي سلسلة مقالاته اليومية عن العراق في الوفد ( يومية تصدر عن حزب الوفد الجديد الليبرالي وهي أقدم الجرائد المعارضة اليومية) وكتب اليوم بعنوان "مستقبل العراق" متحدثا بتشكك عن تصريحات مسئولين بحكومة المالكي تنفي إي تدخل أمريكي في اختيار يوم تنفيذ الحكم، ويعلق أن الحدث تم توظيفه سياسيا وطائفيا، وينتقل لتوقعه بأن "إعدام صدام لن يحقق الاستقرار الذي يتمناه بوش، ولن يحقق الأمن الذي تنشده الحكومة العميلة في بغداد، ذلك أن الفتنة الطائفية التي زرعها صدام في العراق قد استفحلت وأنشبت أظفارها في عهد الاحتلال، وأسفرت عن وجهها الوحشي في شكل ميلشيات وفرق تختزن السلاح، وتسعي نحو الحرب الأهلية لإقامة دويلات عراقية وطائفية تجعل الولاء المذهبي والديني والعرقي فوق الولاء للوطن الواحد »
ويستدعي بدوي من تاريخ العراق المعاصر ما يدلل على تصوره "كيف قام الاحتلال البريطاني بتجميع الأعراق والمذاهب في بوتقة واحدة. وظل هذا الوضع قائما تحت حكم الأسرة الهاشمية إلي أن قامت ثورة البعث في سنة 1958 لتؤجج نار الصراع الطائفي، والانحياز المذهبي. وبقي هذا الصراع مكبوتا بفعل القمع الذي سلكه صدام حسين. ثم جاء الاحتلال ليكشف الغطاء عن النار التي تسري تحت الرماد »!!«
وفي الجمهورية(يومية حكومية تصدر عن دار التحرير) كتب مجاهد خلف تحت عنوان " أسئلة صدام الصعبة " بعض خواطر حول عملية الإعدام ومنها " هل إعدام صدام علي أيدي القوات الأمريكية يؤكد أنه كان بطلاً قومياً كما يراه البعض؟!..* الجواب: التاريخ يؤكد أن الاستعمار وقوات الاحتلال لا تقتل المجرمين الحقيقيين.. وإنما يترصد فقط الأبطال وزعماء المقاومة.." وسؤال آخر " سؤال: هل مات صدام حسين شهيداً؟!..الجواب: ورد علي لسان مفتي مصر الأسبق فضيلة د. نصر فريد واصل: صدام مات شهيداً.. "علي حد علمي أن علاقة صدام بالخالق سبحانه وتعالي كانت طيبة في الفترة الأخيرة".. أضاف: "يجوز أداء صلاة الغائب عليه لأنه ظل يدافع عن وطنه ضد الاحتلال الأمريكي.. وأنه في النهاية مسلم".. وقال الشيخ واصل وفق ما نشرته الصحف: "إن تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي يوم عيد الأضحى إهانة للمسلمين وحكامهم. ووصمة عار في تاريخ الأمة الإسلامية.. إن الحكام والرؤساء رموز يجب أن تحترم حتى وإن ارتكبوا بعض الأخطاء. ولكل حاكم سلبياته.. إن الشريعة الإسلامية وضعت ضوابط للقصاص.. وأن الإسلام يرفض تنفيذ القصاص في أيام الأعياد.. حيث يحث علي الفرحة والبهجة بين الكبار والصغار".. وقال "إن تنفيذ حكم الإعدام في صدام ربما يكون كفارة عن الذنوب التي ارتكبها في السابق. ولكل إنسان ذنوبه وسيئاته"..
وإلى الأهرام (يومية حكومية تصدر عن مؤسسة الأهرام) - مصدر هذا التقرير المرصد الإعلامي العراقي بالقاهرة- تنويه للقاريء - التي كتب فيها د.يونان لبيب رزق أستاذ التاريخ تحت عنوان "مات صدام حسين وولدت الأسطورة" عن مفارقات المحاكمة وصولا للحكم وحتى تنفيذه، مستعرضا بعضا من تاريخ العراق وصدام، بينما اهتم د. حسن أبو طالب - الباحث بمركز الدراسات السياسية بالأهرام- بما هو جار بالعراق الآن وكتب تحت عنوان "دعوة لإنقاذ العراق" متسائلا عن "مدي وجود دولة المؤسسات في العراق. وأهمية السؤال تعود إلي معني الدولة نفسها التي تحاول النخبة العراقية الحاكمة الآن أن ترسخها وأن تعمل علي هديها وهل هذه الدولة المرجوة عراقيا تلبي بالفعل طموحات أبنائها في العدل والأمن والتنمية والاستقلال أم أنها تلبي مشاعر غريزية في الانتقام والثأر التاريخي وعزل فئات رئيسة في المجتمع عن أبسط معاني المشاركة السياسية في الوطن الواحد." ويصل لأن " العراق الآن لم يعد نموذجا صارخا لفشل الإدارة الأمريكية وحسب بل صار أيضا نموذجا لفشل الحكام الجدد الذين جاءوا علي ظهور الدبابات الأمريكية في بناء دولة عصرية مدنية لا تنظر للمستقبل بمنظار الماضي ولا تتعامل مع الحاضر بمنظار التشفي والشماتة. فهو فشل مزدوج ومركب يتحمله الطرف الغازي والمحتل من جانب والطرف المحلي المتعاون مع هذا المحتل من جانب آخر"
كما حمل على الدور الإيراني في العراق باعتبار إيران وأمريكا أكثر دولتين لهما تدخل بالعراق وكلاهما ليست على وفاق مع الأخرى، وينهي مقاله باستعراض أهم الصعوبات التي تعيق تحول العراق لدولة مؤسسات ودستور " وعلي الرغم من الصعوبات التي تكتنف مثل هذه الطريقة التي تبدو وحيدة ولا بديل لها فإن الاستثمار السياسي والاستراتيجي فيها من كل الأطراف العراقية والعربية والدولية هو الاستثمار الأوفق والأكثر فائدة للعراق وللمنطقة ككل. ودون ذلك فالبديل أكثر مرارة في المستقبل مما هو عليه الآن"
أما مكرم محمد أحمد (النقيب الأسبق لنقابة الصحافيين) فكتب أيضا عما بعد صدام "ذهب صدام حسين كي يلقي حسابه مع خالقه, لكن العراق لم يزل يعاني الضياع والتمزق وسطوة الاحتلال وانعدام الأمن وأحقاد فتنة طائفية لايبدو أننا سوف نشهد نهاية قريبة لها, ...وتكاد تجمع كل الآراء علي أن رحيل صدام لن يوقف عجلة العنف التي ربما يزداد اشتعالا لإحساس ميليشيات الشيعة بأنها علي وشك أن تنهي مهمتها, وتحقق نصرا ضخما بتحويل بغداد إلي مدينة شيعية, علي حين يزداد إحباط السنة الذين يحسون أنهم خسروا كل شيء ولم يعد أمامهم سوي الاستمرار في المقاومة."
http://iraqegypt.blogspot.com/
newiraq@gmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق