٢٥/٠٢/٢٠٠٧
سعدي يوسف يقول العراق لم يعد موطناً لي واستخدمه فنياً فقط
سعدي يوسف يقول العراق لم يعد موطناً لي واستخدمه فنياً فقط.
القاهرة- المرصد الإعلامي العراقي
اهتمت صحافة القاهرة اليوم بتظاهرات بعض محافظات العراق اعتراضا على احتجاز مؤقت للسيدعمار الحكيم على يد قوات أمريكية، ووصفتها الأهرام بأنها "تظاهرات شيعية حاشدة تصف اعتقال نجل الحكيم بالجريمة"، ونقلت جريدة ندوة للشاعر العراقي سعدي يوسف بالإسكندرية و نشرت أخرى حوارا مطولا معه، قال فيه إنه لم يعد يشعر أن العراق موطنه، ونقلت الصحف نتائج استطلاع رأي يبين اهتمام الأمريكيين بعدد قتلاهم وجهلهم عدد الضحايا العراقيين من جراءالعنف المتصاعد بالعراق منذ حرب 2003 ، كما لوحظ اهتمام بخبر دخول الأسلحة الكيمائية في مجال عمل المسلحين غير النظاميين بالعراق.
وتمحورت عناوين الأخبار حول"الكشف عن تفاصيل خطة انسحاب القوات البريطانية من البصرة..واشنطن تحذر من تفشي الفوضى إذا سحبت قواتها"ونقلت الصحف موافقة مجلس الأمن القومي التركي علي الحوار مع زعماء الأكراد حول الوضع الأمني في شمال العراق ومسألة كركوك.
ونقلت الأهرام عن استطلاع للرأي أجرته وكالة اسوشيتدبرس ومؤسسة إيبسوس يظهر أن غالبية الأمريكيين أعطوا تقديرات تقترب من الواقع لقتلي الجيش الأمريكي, إذ قال غالبية من شملهم الاستطلاع إن محصلة القتلى تقل أو تزيد علي3 آلاف جندي بقليل. بينما أعطوا تقديرات أقل بكثير لمحصلة قتلي المدنيين العراقيين ففي حين تتجاوز أعدادهم45 ألف قتيل توقع غالبية من شملهم الاستطلاع أن عددهم يقل عن عشرة آلاف قتيل فقط.
ونقلت المصري اليوم تبرير القوات الأمريكية لاعتقال عمار الحكيم بسبب "تصرفات مريبة"، وعنونت الجمهورية أخبارها بما يعبر عن رؤيتها لمآل الخطة الأمنية الجديدة بالعراق"90 ألف جندي يفشلون في فرض الأمن بالعاصمة العراقية".
وفي كلمتها قالت الأهرام أن المعارضة الأمريكية في الكونجرس ضد حرب بوش في العراق تتصاعد؛لأن هذه الحرب "تحولت لمستنقع تغوص فيه هيبة أمريكا", بينما تتآكل مصداقيتها في الشرق الأوسط والعالم. واعتبرت الجريدة أن محاولة الديمقراطيين تمرير قرار لسحب قوات بلادهم من العراق وتقييد سلطة الرئيس في شن الحرب، مؤشر علي تزايد رفض الرأي العام هناك لحرب العراق ، مذكرة بقوة الرأي العام الذي أجبر الإدارة الأمريكية على سحب قواتها من فيتنام. مدللة بما اعتبرته تعثر الخطة الأمنية الجديدة ..مضيفة"ويتوجس المراقبون شرا من فشل الخطة الأمنية.. لأن هذا الفشل المحتمل سيؤجج نيران الحرب الأهلية والطائفية "
وكتب أمين محمد أمين عن قضية الأسلحة الكيماوية بالعالم، مشيراً للجديد عراقيا في هذا الملف "لعل ما يشهده العراق حاليا من استخدام المواد الكيماوية من غاز الكلور وغيره في تفجير السيارات المفخخة هو رد فعل علي استخدام أحدث أسلحة الدمار الشامل لإبادة المدنيين الأبرياء في وطنهم المحتل, هذه الممارسات غير الإنسانية تدعو العالم للتحرك لوقف عنف القوي الكبرى وحلفائها في المنطقة وعدم استخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا ضد أصحاب الحقوق"
وقامت الوفد بتغطية لندوة للشاعر العراقي المعروف سعدي يوسف نظمها مركز الإبداع بالإسكندرية، وقال فيها أن القهر والقيود السياسية هي التي تعوق الشاعر عن الإبداع وتمنع الجمهور عن الوصول له، وضرب مثلا لذلك بأنه لديه موقع علي الانترنت ينشر فيه أعماله، وقد لاحظ أن عدد الزائرين لهذا الموقع حوالي 2000 زائر ولكنه نشر قصيدة سياسية عن العراق زاد الرقم من ذلك بعدة آلاف"
وحاور محمد شعير في أخبار الأدب الشاعر العراقي، الذي نشرت له الجريدة أيضاً عدة قصائد،وكتب المحرر أن سعدي كان يتحرك بين العواصم مؤخراً ومنها القاهرة حيث شارك قبل أسبوعين في فعاليات ملتقي القاهرة الدولي للشعر العربي ، بينما تتدلي من رقبته سلسلة ذهبية تنتهي بخارطة للعراق أهداها له أحد الأصدقاء، ويعلق يوسف" الوطن لم يعد قائما، فيتحول لرمز وأيقونة يحملها الشاعر معه حيثما ذهب"رابطا ذلك المعنى بما جاء في حواره من أن ( العراق لم يعد لي وطنا) وتحدث يوسف حول تنقلاته المكانية وظروف خروجه من العراق، وتاريخه السياسي و مسيرته الفنية، مشيرا لميله للتجريب في مجموعته الأخيرة(الشيوعي الأخير يدخل الجنة) وهي تنويعات علي تيمة واحده عن الشيوعي في تجاربه الواقعية المختلفة.
وقال يوسف أنه في لندن يشعر بطمأنينة أفتقدها لسنوات، "وأدرك أنني سأقيم فيها طويلا بعد أن شطبت تماما علي فكرة العراق والتعامل معه كوطن. إنه وطن ملغي، وليس وطنا كاملا. الوطن القائم لي الآن هو المملكة المتحدة، منذ زمن لم أعد أعتبر العراق وطنا.منذ خرجت في أوائل الستينيات، صار لدي سؤال: هل أعود أم لا. وعدت ولكن لفترة قصيرة. العراق مكان ميلادي الذي لم أختره، وأعتبر الأمر مسألة فنية استفيد منها أثناء عملية الكتابة، ولكن لم أعد أنظر إليه باعتباره وطنا" مضيفاً أنه كان سابقا يتابع باهتمام أكثرما يحدث بالعراق ، ولكن مع الوقت تناقص هذا الاهتمام "بعد عامين علي الاحتلال صرت أنظر بدم أكثر برودة لما يجري. في السابق كانت تنتابني هواجس وكوابيس، وأحيانا أشعر بنتائج عصبية سيئة عندما أراقب وأسمع الأخبار. بالتدريج بدأت أتحاشي هذا (التهديم) العصبي المستمر فأقلل من متابعة الأخبار، وأسلي نفسي بما أنا مؤهل له، وهو العمل الفني، لأن المتابعة نفسها تمنعني أن أكون متوازنا أو قادرا علي العمل"
وفي رده على سؤال"هل يغضبك إذن أن يتم تعريفك ب(الشاعر العراقي)؟" قال يوسف"لا يغضبني، ولكنها لم تعد تسميه مناسبة لي، يمكن أن يقال(الشاعر) فقط." لكنه رفض أن يوصف بالشاعر الإنجليزي لأنه لا يكتب بالإنجليزية.!
وقال يوسف أنه وبعد اقامةلـ3سنوات ترك باريس التي وصفها بأنها أحب المدن لقلبه بعد مكناس المغربية، "أرادت المخابرات الفرنسية تجنيدي لأتجسس علي العرب المقيمين هناك. اتصل بي شخص هام من وزارة الداخلية، وطلب مني ذلك بشكل مباشر، ولكنني رفضت وكان عليٌ أن أترك المدينة ، وحدث ذلك فعلا بعد شهور أن اتجهت إلي سوريا حيث ساهمت في تأسيس دار نشر المدى ورئاسة تحرير مجلة المدى"
__
المرصد الإعلامي العراقي
http://www.iraqegypt.blogspot.com
newiraq@gmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق