العراق في الصحافة المصرية7-7-2007
*الباجه جي: الجيش الحالي مخترق من أمراء الحرب الجدد.
*تفاصيل مبادرة علاوي والباجه جي لحل عربي وإسلامي للعراق استباقاً للمؤتمر الدولي.
*علاوي مشيراً لدول الجوار :طالما يتدخلون في الصراع الحالي فليتدخلوا في حله أيضا.
*فاروق شوشة : .لكن عراقاً أنجب هؤلاء الشعراء الكبار, وصنع علي امتداد القرون مجده الشعري, لايمكن أن يموت.
*اعتراض على استضافة ندوة لباحث أمريكي كان دبلوماسياً ببغداد قبل عام.
* ترقب مصري لخطة بوش الجديدة وفزع معلن من دور إيراني، ومصادر عراقية: مؤتمر مزمع بالقاهرة حول العراق.
*كاتب يطرح تباين التعاطي مع شيعة لبنان وشيعة العراق
القاهرة -أصوات العراق.
رغم تراجع المقالات بالجرائد الحكومية المتعلقة بالعراق بسبب إفراد مساحة لمقالات تخص عيد القيامة المجيد للأقباط الأرثوذكس، فإن الجرائد المستقلة والأسبوعية واصلت اهتمامها بالعراق من ناحية التعليق على حدث إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وتشابهت معظم المقالات في تناولها لما اعتبرته تعاظم النفوذ الإيراني بالبلاد، وتوقعاتها بخصوص الخطة الأمريكية الجديدة بالعراق والتي يفترض أن يعلن عنها الرئيس الأمريكي بوش الأربعاء.
تشابهت الأخبار حول العراق الواردة نقلا عن وكالات الأنباء في كل من الجمهورية والمساء(وكلاهما تصدران عن دار التحرير) وإن أبرزت الأولى خبر تجديد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي "تحذير بلاده من دعوات تقسيم العراق التي تطرح بين حين وآخر بدعوى حقوق الطوائف أو حرية الأقليات أو استدعاءات التمزق وتوظيفات التفتيت المذهبي والعرقي" ونقلت أيضا " المالكي يعلن عن هجوم شامل ضد الميليشيات.. والسنة يحذرون من استكمال التطهير العرقي..قائد أمريكي يعترف بتدمير المقاومة لقوات الشرطة العراقية في بعقوبة"
ونشرت جريدة الفجر(أسبوعية مستقلة ليبرالية) أن إعدام صدام جاء موافقاً لموعد أحد الاحتفالات اليهودية "وهو صيام العاشر من شهر طابات الذي يرمز لبداية عملية خراب الهيكل الأول" واعتبرت ذلك إهانة إضافية للمسلمين.
وفي أخبار الأدب(أسبوعية ثقافية تصدر عن دار أخبار اليوم) حاور نائل الطوخي بعض الشعراء والنقاد تحت عنوان "بين غريزة الانتقام ولعبة الديمقراطية :رسائل غرفة الإعدام..الشنق في توقيت الأضحية .. التمثيل بالعروبة" منهم الشاعر عبد المنعم رمضان الذي رأى "أن حدث الإعدام كان تتمة الرسالة الأمريكية ذات الوجه الصليبي الواضح" أما الكاتبة و الناقدة فريدة النقاش فقد أشارت إلي مقال روبرت فيسك في الإندبندنت والذي دار حول أن التعجيل بإعدام صدام كان يهدف إلي التخلص من أي أسرار قد يحملها معه" بينما قال الشاعر محمود خير الله أن الحكومة العراقية تتصرف بشكل انتقامي عشائري قبلي حيث يريدون أن يحرقوا قلب الموالين لصدام وهذه طريقتهم في غسل عار اضطهادهم علي يديه" وأضاف أن "الحزن العربي لم يكن علي صدام و إنما لأن إعدامه تم علي يد الغزاة، أما من حزنوا عليه من المصريين فهم الذين عاشوا في العراق وقت رأوا أن هناك توزيعا عادلا للثروة أكثر مما في مصر، أما في سائر الشعوب فلم يكن هناك مجال للتعاطف مع ديكتاتور"
ونشرت مجلة روزا ليوسف(أسبوعية تصدر عن مؤسسة روزاليوسف) لشفيق أحمد على مقالا بعنوان " إعـدام..بـوش" قال فيه أنه
"إذا كانوا قد أعدموا صدام بتهمة أنه قتل (148) عراقيا.. فكم مرة يجب أن يعدم بوش الذي قال «بعضمة» لسانه أنه قتل ثلاثين ألفا من المدنيين العراقيين"كما أشار لما سماه أكذوبة المشروع التسليحي النووي العراقي مستعرضا التصريحات الأمريكية التي أقرت أن العراق لم يكن يشكل خطرا نوويا.
ونفس المعنى ذهب له سعيد عبدالخالق في الوفد( يومية تصدر عن حزب الوفد الجديد الليبرالي وهي أقدم الجرائد المعارضة اليومية) عندما كتب "صدام ورامسفيلد وشارون .. حماية أمريكية!!، في حين واصل في الوفد أيضا محمد مصطفي شردي ما كتبه السبت حول ما اعتبره الدور الإيراني المتعاظم بالعراق وأشار لما أعلنته القوات الأمريكية في العراق عن كشف عدة مخابئ لأسلحة إيرانية الصنع تم إخفاؤها في محافظة الأنبار غرب بغداد كذلك اعتقال بعض المسئولين الإيرانيين بغداد، وقارن عبد الخالق بين تقاربين في التعامل مع شيعة المنطقة "وبينما ننظر نحن لشيعة لبنان علي أنهم أبطال يقودهم الزعيم حسن نصر الله ضد إسرائيل، تختلف نظرتنا عندما نتجه للعراق التي خرج الشيعة بها ليدمروا أسس حكم »السنة« وينتقموا منهم ويقتلوهم، ويطرح تساؤلا أقرب للتخوف "إذن ما الذي تخطط له إيران بالنسبة للعراق؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نجيب عليه وأن نواجه خلفياته وأبعاده.أمريكا لن تستطيع الاستمرار في العراق الي الأبد.ومعظم ضحاياها الآن من السنة وقيادات السنة".
أما المؤرخ والكاتب المعروف د.جمال بدوي فواصل مقالاته حول العراق التي ينشرها في عموده اليومي بالوفد وكتب الأحد عما سماه "المحرقة العراقية" مستعرضاً الجدل الدائر في الكونجرس حول زيادة القوات الأمريكية بالعراق متوقعا أن ينفذ بوش رأيه في النهاية مهما بلغ الاعتراض، سبب الصلاحيات الممنوحة للرئيس دستوريا في مثل هذه الحالات.
ونقلت الجريدة عن شخصيات عراقية وجود تحركات تشهدها عمان وعواصم دول الجوار العراقي لدراسة إمكانية تنظيم مؤتمر إقليمي حول العراق يضم دول الجوار، الي جانب مصر وجامعة الدول العربية، فيما لم تجزم علي مشاركة دول الخليج العربي.وقال الدكتور مؤيد الونداني ممثل جمعية حركة القوي الوطنية والقومية العراقية بأن هذه التحركات تأتي في إطار ما نصت عليه توصيات تقرير (بيكر هاملتون)،والتي دعت الي عقد مؤتمر إقليمي يضم دول الجوار الي جانب مصر، يليه مؤتمر دولي.
وإلى الأهرام العربي (أسبوعية حكومية تصدر عن مؤسسة الأهرام) التي أفردت ملفا كاملا لإعدام صدام معوضة احتجابها الأسبوع الماضي بسبب الأعياد، وحملت مقدمة الملف التي كتبها رئيس تحريرها الآتي "أخطأت حكومة المالكي في العراق والإدارة الأمريكية بإعدام صدام حسين, تصور كلاهما أن الإعدام يمنحهما فرصة جديدة لتجميل السياسات الكارثية هناك, لكن الحقيقة أنهما كانا يهربان إلي الأمام غير مدركين بأن التداعيات السياسية الأمنية لقرار الإعدام كفيلة بالتعجيل بالنهاية السياسية المحتدمة لحكومة المالكي" كما أفردت المجلة مساحة لعرض ما سمته مبادرة علاوي والباجه جي (ووصفت الاثنين بالشيعي المعتدل والسني المعتدل على التوالي) لحل الأزمة العراقية بدور عربي وإسلامي، وهي المبادرة التي عرضا لها في لقاء خاص بمركز الأهرام للدراسات قبل نحو أسبوعين، ووصفها رئيس تحرير المجلة بالمثالية غير مكتملة الخطوط لكنه اعتبرها بديلا في مواجهة ثلاثة مخاطر هي الحرب الأهلية، أو تقسيم العراق أو استمرار دوامة العنف فيه لتصل للعالم العربي كله.
ونقل عن الباجه جي "إن أخطر ما يواجهه العراقيون المخلصون اليوم من كل الطوائف والأعراق هو الانفلات الأمني وتحديدا ازدياد قوة وانتشار الميليشيات المسلحة دون أن تكون هناك أي قوة عراقية تصدها وتقضي عليها بما فيها القوات العراقية المنتمية للحكومة الحالية, فحتى هذه القوات تم اختراقها من أمراء الحرب الجدد. وهذه الميليشيات ترتكب جرائمها ضد السنة والشيعة معا. كما نقل عن علاوي قوله " الصراع في العراق مركب ما بين التطرف والاعتدال,وبين الولايات المتحدة وخصومها, وبين الخصوم الإقليميين ضد بعضهم البعض, وبين من يحاول بناء الدولة العراقية العصرية, ومن يحاول بناء المؤسسات الجهوية والفئوية والعرقية..وطالما هناك أطراف عديدة في الصراع يتعين إذن أن يتم إقحام كل هذه الأطراف في الحل,أي الأطراف العراقية والإقليمية والدولية, وطالب علاوي الدول العربية بـ " مساندة خط الاعتدال والوسطية " ببلاده.
ثم كشف علاوي عن العناصر الأساسية في مبادرة المحاولة الأخيرة عندما قال "نريد إعادة التوازن للعملية السياسية, ومحاربة الميليشيات, ووضع سياسة واضحة بخصوص المقاومة وإدارتها, وبناء أجهزة عسكرية وأمنية واستخباراتية عراقية ولاؤها للوطن وقادرة علي العمل, بذلك يمكن السيطرة علي الوضع الأمني الذي يحظى الآن بأولوية قصوى قبل أي حديث عن الإصلاح السياسي أو الديمقراطية"
وأضاف علاوي والباجه جي إن صيغة مؤتمر شرم الشيخ يمكن إحياؤها مجددا, حيث تجري الدعوة لكل الأطراف العراقية والإقليمية والدولية المعنية لحضور المؤتمر مجددا, ..وزاد علاوي " إنه عقب مؤتمر شرم الشيخ المنصرم- وكان هو آنذاك رئيسا للوزراء- أمكن تفعيل لجنة مراقبةللحدود مع سوريا أنجزت نتائج مهمة فيما يتعلق بتسليم المتورطين في أعمال العنف, كما أمكن عقد مؤتمرالمصالحة الذي اجتمع في الجامعة العربية."
ونشرت المجلة تسلسلاً لحياة صدام حسين،والطريف أنها ذكرت أنه في عام 1959 شارك في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم
ثم فر إلي الخارج ولم تشر إلى أن هذا الخارج هو مصر لتقفز المجلة بعدها للعام 1964.
كما نشرت المجلة خبرا مجهول المصدر تم تضمينه في آخر حول الصليب الأحمر (ربما لإعطاء صدقية له) يقول الخبر أنه "منذ ثلاثة أسابيع, اتصل شخص بثماني عائلات عراقية سنية لكل منها سجين في المعتقل الأمريكي في مطار بغداد,وقال إنه مترجم يعمل لدي الأمريكيين وأبلغهم ,بأن الأسر التي تريد أن تزور سجينها عليها أن تستقل سيارة خاصة يقودها أحد أبنائها لمنطقة محددة كي ينقل الجميع للمعتقل لزيارة السجناء الذين نقلوا من معتقل أبوغريب قبل أشهر للمطار .. ونقلت المجلة عن أقارب هذه الأسر -دون أن تشير لأي معلومة عنهم- أنه "طلب من أسر المعتقلين المتزوجين أن يركب السيارة والد وزوجة وأبناء المعتقل كشرط للسماح بالزيارة. غير أن العائلات لم يعثر لأي منها علي أثر حتى الآن." الطريف أن رغم إرجاع المجلة لهذا الخبر لثلاثة أسابيع فإن أحدا آخر لم ينشر مثل هذه القصة كما لم توضح المجلة كيف قبل كل أفراد الأسر الثمانية الأمر وفي توقيت واحد!.
ونشرت المجلة حوارا مع الشاعر العراقي د. حاتم الصكرأكدفيه انتهاء زمن أمير الشعراء وأن الـواقـع العـربي ضـد الشـعـر!
ونشر مهدي مصطفى (الذي كتب في نوفمبر الماضي أن هناك خطة سرية سيطلق على إثرها صدام بعد شهرين ويعود للحكم!) موضوعا بعنوان :المالكي والحكيم والهاشمي نفذوا وعد بوش.. نقل فيها ما تناقلته وكالات العالم كله حول الحدث واصفا إياها بالعنوان " أسرار إعدام صدام حسين" كما نشرت المجلة ما اعتبرته " فرح في إسرائيل" كعاقبة للإعدام.
وفي جريدة الأهرام (يومية حكومية تصدر عن مؤسسة الأهرام) وبصفحتها الأولى ظهر الاهتمام الجلي بوضع القوات الأمريكية بالعراق ومناقشات الكونجرس في نفس الصدد" جنود أمريكيون مثلوا بجثث ضحايا مذبحة حديثة بعد قتلهم .. مواجهة بين الديمقراطيين وبوش حول الحرب العراقية الدعوة إلي عدم إرسال قوات إضافية والانسحاب خلال ستة أشهر.. تحذير من أن الجيش الأمريكي معرض للانهيار دون تحقيق مكاسب" كما نقلت في صفحتها العربية "المالكي يهدد الدول المنتقدة لإعدام صدام ويتعهد بتنفيذ الأحكام القضائية ضد أعوانه القوات العراقية والأمريكية تبدأ قريبا خطة أمنية أطلقتها واشنطن للتصدي للعنف ..ونقلت عن صحيفة تايمز البريطانية علي الابن الأصغر المفترض لصدام من زوجته الثانية سميرة الشهبندر, كما نقلت طرائف متعلقة بالإعدام مثل انتحار شخص في اليمنيحمل اسم صدام حسين
وفي رأى الأهرام (الذي ينشر بغير توقيع معبرا عن رأي الجريدة الأقرب لنظام الحكم بمصر) نقرأ "الكونجرس يفتح ملف العراق هناك تساؤلات عديدة حول إمكان نجاح قادة الكونجرس في إعادة تصويب هذه السياسة في ظل اعتزام بوش زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق لمحاولة إثبات نجاح سياساته الحالية,بينما الأوضاع الميدانية تتدهور بعد فشل محاولات كبح عمليات القتل الطائفي, الأمر الذي يبرز أهمية أن تعبر استراتيجية بوش المرتقبة عن حقيقة الوضع في العراق, وأن تضع الآليات اللازمة لإعادة الاستقرار إلي هذا البلد الشقيق.
أما الشاعر والإعلامي المعروف فاروق شوشة وفي مقاله مستعرضاً الديوان الجديد للشاعر العراقي علي جعفر العلاق العلاق"سيد الوحشتين" كتب مستبشراً "وسيد الوحشتين في الشعر العراقي وحده يطمئننا علي العراق الذي عرفناه, والنشيج العراقي وحده يجعلنا نتخبط بين المأساة والفاجعة, ونحس كم نحن جميعا متهمون ومدانون..لكن عراقا أنجب هؤلاء الشعراء الكبار, وصنع ـ علي امتداد القرون ـ مجده الشعري, لايمكن أن يموت.. والعلاق شاهد جديد علي هذه الحقيقة"
كما كتب أمين محمد أمين أن هناك ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض ومستنكر لإعدام صدام حسين، وتعرض للمخاوف من ازدياد حدة العنف الطائفي على حس الموقف من الإعدام، بينما كتب سلامة أحمد سلامة(رئيس تحرير جريدة الكتب وجهات نظر الشهرية) معتبرا أن الجدل الدائر حول الإعدام لا طائل منه, "فللعراق تاريخ طويل منذ كان قتل الحكام علي يد الأعداء من الداخل أو من الخارج, هو الأسلوب الأمثل للخلافة في العصر العباسي أو لتداول السلطة في العصر الحديث" متمنيا الاستقرار لهذا البلد.
أما المصري اليوم (ليبرالية الأكثر توزيعا بين الجرائد المستقلة اليومية)ففي صفحة الرأي نشرت للدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "حتى لا يصبح إعدام صدام مقدمة لإعدام العراق" معتبرا صدام رئيسا قابل للمحاكمة التي كان يجب أن تتم على يد شعبه، منتقدا إجراءات المحاكمة واقتصارها على قضية واحدة مشيرا للحظات الأخيرة في عمره التي جعلت البسطاء يتعاطفون معه أكثر "وليس فقط النخبة المرتبطة بنظامه ايديوجيا أو مصلحيا"، وكتب د.محمود خليل أستاذ الإعلام حول ما بعد الإعدام ودور إيراني التي ستكون الوريث الشرعي لأمريكا بالعراق وان أمريكا ستنسحب تاركة المجال لحرب مستعرة بين الدول السنية والشيعية-على غرار حرب إيران العراق- دون أن تسمح لأيهما بانتصار نهائي على الآخر وستكسب ساعتها اقتصاديا ببيع أسلحتها وتدمر التجربة الإيرانية بأيد غير أمريكية و ستعيد رسم خريطة الشرق الأوسط والخليج.
وكتب سليمان الحكيم عن ذكرياته عندما رأى صدام عام1980وكيف كان الرجل يحمل من صفات اسمه الكثير حتى لحظة مماته، وكتب رفعت رشاد عن تخاذل الحكام العرب والمسلمين من حكم الإعدام وقبله الحرب على العراق في 2003 و أضاف" إذا كان صدام يوصف بالديكتاتور فمن من الحكام العرب لم يوصف بهذا" وانتقل لاعتقاد الأمريكان الخاطيء من وجهة نظره أنهم ابتلعوا العراق مع إعدام صدام، مضيفا أن طريقة تعامل أمريكا معه تثبت انه لا صديق دائم لها، وكتب د.عبدالمنعم سعيد رئيس مركز الدراسات بالأهرام عن تفضيله لخيار المحاكمة الدولية مقابل المحاكمة المحلية وكيف رفض كثير من الكتاب العرب الأولى لكنهم عادوا لانتقاد المحاكمة العراقية باعتبارها غير نزيهة معتبرا أن التعاطف مع صدام هو "نفاق عربي جماعي وعاجز عن استقراء أصل القضية وبالتالي كان فاشلا في استقراء مستقبلها" واعتبر أن مرحلة من تاريخ العراق انتهت لكن "يبدو انه ليس في رد الفعل العربي على إعدام صدام ما يدل على نهاية الشعارات أو أن الستار قد أسدل على مسرحية طالت أكثر من اللازم"، كما واصلت الجريدة نشر تعقيبات القراء حول الإعدام بإسهاب.
وأخيراً عوضت العربي الناصري (أسبوعية تصدر عن الحزب العربي الناصري) هي الأخرى احتجابها الأحد الماضي بملف عن صدام جاء فيه: نصوص شماتة الصحافة الإسرائيلية ناقلة ما نشرته معاريف ويديعوت احرونوت في هذا الصدد ..تراجع سمعة إيران في الشاعر العربي بسبب موقف حلفائها ببغداد في الإعدام ..الصحافة الأمريكية تروي قصة لقاءات كوندليزا رايس ورامسفيلد السرية بصدام في معتقل كوبر.. وكتب د.محسن خليل سفيره السابق ومدير مكتبه الإعلامي عن رحيل الرئيس: أن لم تكن رأسا لا تكن آخره!!" واستطلعت الجريدة رأي المثقفين حول الحدث منهم السيناريست محفوظ عبدالرحمن والروائي إبراهيم عبدالمجيد والسياسي ميلاد حنا، كما شنت الجريدة هجوما على المركز الثقافي الأمريكي كونه سينظم ندوة الأسبوع المقبل عن الهولوكست يحاضر فيها الدكتور روبرت ساتلوف المدير التفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط كونه كان دبلوماسيا بالعراق قبل توليه منصبه الجديد قبل عام. وفي العدد كتب الكثيرون عن الاعدام منهم د ضياء رشوان الباحث بالأهرام المختص بالجماعات الإسلامية حول تحولات الحركات الإسلامية من صدام: المضمون والنتائج، وكتب أكرم القصاص " عرف قواعد اللعبة مبكرا : قاتل أو قتيل.من السلطة إلى المشنقة مستعرضا حياة صدام، و كتب العراقي د.عبدالكريم العلوجي عن مستقبل العراق متوقعا دخول البلاد في حرب أهلية أن لم تكن قد دخلتها بالفعل وكتب فهد الريماوي رئيس تحرير جريدة المجد الأردنية " صدام يقهر رهبة الموت" فيما نشرت بجوار العمود بصفحتها الأخيرة صورتان متقابلتان لعمر المختار وصدام حسين بريشة الفنان عاصم حنفي.
newiraq@gmail.com