كاتب ينتقد إقامة سفارة أمريكية ببغداد ويشبهها بممثلية الاحتلال البريطاني.
المرصد الإعلامي العراقي بالقاهرة
في صحافة القاهرة اليوم الاثنين3ستمبر07 كاتب يتساءل عن الأهداف التي فشلت فيها واشنطن بالعراق مقابل تلك التي فشل فيها المالكي، ومقارنة بين سفارة أمريكا ببغداد وممثلية بريطانيا بالقاهرة إبان احتلالها لها، وخبر حول رفض الرقابة لأغنية للبريطاني "سامي يوسف" تدور حول "ثورة" بين المصريين بعد تأثرهم بأحداث العراق وفلسطين.
خبرياً؛ اهتمت الصحف اليوم بمواصلة جنرالات بارزين في بريطانيا انتقاداتهم للسياسات الأمريكية وبمشاركة ساسة عراقيين في اجتماعات هلسنكي، التي وصفتها الأهرام-يومية رسمية- بالـ"سرية" وهي الاجتماعات التي تهدف لعرض تجارب كل من جنوب إفريقيا وأيرلندا ليستفيد منها السنة والشيعة العراقيون في كسر دائرة العنف، وباعتزام سلطات بغداد إطلاق سراح6 آلاف "سني" لإنقاذ الحكومة من الانهيار، حسب الأهرام التي عادت لتضع الشأن العراقي في صفحة الوطن العربي بعد نحو 8 أشهر من تنسيبه لصفحة أخبار العالم.
ونقلت الأخبار-يومية رسمية- عن السفير المصري بالأردن 'أحمد رزق' أن زيارة عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني للقاهرة غدا الثلاثاء تأتي في إطار التشاور المستمر بين البلدين الشقيقين في إطار بحث الملفات الساخنة في المنطقة وأن هناك تنسيقا كاملا بين البلدين في جميع الملفات السياسية ومتابعة مستمرة للموقف المتأزم في العراق وفلسطين.
ونشرت الوفد-يومية معارضة- أن الرقابة علي المصنفات في مصر رفضت سيناريو فيلم »مؤذن الكيت كات« الذي كتبه المطرب الديني سامي يوسف (وهو بريطاني من أصل باكستاني) الذي يقوم أيضاً ببطولته، وتدور أحداثه حول مؤذن يعيش في منطقة الكيت كات الشعبية بمصر، ويتأثر بالأحداث القائمة في المجتمعات العربية والإسلامية في لبنان والعراق وفلسطين.. فيقرر حشد المواطنين علي القتال.
وحسب الجريدة فقد أرجعت الرقابة أسباب الرفض إلي أن السيناريو يرسخ فكرة الثورة وتأثير أحداث الفيلم علي المواطنين وغيرها.
ومن مراسلها في جدة نشرت الأهرام تحليلا للنزاع الأمريكي- الإيراني/السوري الذي يتخذ من العراق مسرحا له ضمن جبهات أخرى، ونقل المراسل عن الدكتور أنور بن ماجد عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية بالمملكة العربية السعودية أن الولايات المتحدة قد تأكدت أنها لاتستطيع بمفردها حل الأزمة العراقية, ولا يمكنها حلها بعيدا عن المشاركة السورية والإيرانية, وعلي واشنطن أن تغير سياستها باتجاه العراق ومنطقة الشرق الأوسط, أما سوريا فإنها تنوء باللاجئين العراقيين الذين تجاوز عدهم داخل الأراضي السورية المليون والنصف, لهذا تجد سوريا نفسها مضطرة للمساهمة في حل الأزمة العراقية وإلا فإن الأمر يطول باللاجئين, ومن ثم تبدأ الإفرازات السلبية بالظهور, مما قد يغرق سوريا في بحر من الأوحال, خصوصا أن دول الخليج ترددت في إنقاذها لأنها آثرت أن تترك سوريا معزولة دوليا, ومضغوطة من اللاجئين, كما أن سوريا تسعي إلي استغلال هذا الزيارة لإعادة تصدير النفط العراقي عبر الأراضي السورية, وتأتي زيارة المالكي إلي دمشق عقب جولة له بالمنطقة شملت تركيا وإيران, بهدف دعم وتعزيز التعاون الثاني فيما يتعلق بالأمن القومي.
وفي الأهرام أيضا تساءل محمود شكري " حقق المالكي ثلاثة أهداف.. فكم حقق بوش؟" في إشارة لتصريح واشنطن أن إدارة المالكي لم تحقق سوى 3 أهداف من بين 18 متوقعة،كان الكونجرس الأمريكي قد حددها لتقويم سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق, وأن هذه الأهداف تنحصر في خفض الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق ـ باستثناء الهجمات ضد المدنيين والتي لاتزال مرتفعة ـ علاوة علي تمكن حكومة المالكي من تشكيل مناطق إدارية تابعة لها, وأخيرا تخصيصها عشرة مليارات دولار لإعادة إعمار العراق.
وأشار الكاتب لما اقره مكتب الاستخبارات الوطنية المشكل من16 وكالة استخبارات ويرأسه مدير الاستخبارات الوطنية ـ في السابع من شهر أغسطس2007, تقريرا يوضح أن المستوي الإجمالي للعنف بما في ذلك الخسائر علي المدنيين, لاتزال مرتفعة, والجماعات الطائفية العراقية مستمرة في نهج عدم المصالحة, كما ويستمر نفوذ الميليشيات والمتمردين في تفويض مصداقية وحدات وقوات الأمن العراقية فضلا عن أن التدخل السياسي في العمليات الأمنية, قد أدي لتفويض قوات الائتلاف وقوات الأمن العراقية معا.
وكان هذا التقرير قد خرج ببعض النتائج منها أن دول الجوار ستستمر في التركيز علي تحسين مواقعها داخل العراق تحسبا لانسحاب قوات الائتلاف, وأن تقديم إيران للمساعدات العسكرية للجماعات العراقية المسلحة, وتزويدها بالمتفجرات المخترقة للدروع بشكل كبير, وبالذات جيش المهدي الذي تدعمه إيران منذ2006 كحد أدني ـ يؤدي إلي تكريس وتغذية العنف في العراق.
كما أوضح التقرير أن مقاومة السنة العرب لتنظيم القاعدة ـ ويقصد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ـ قد توسعت في الشهور الماضية, ولكنها لم تتحول بعد لتشكل دعما سنيا واسع النطاق للحكومة العراقية, أو رغبة واسعة النطاق من جانب السنة للعمل المشترك مع الشيعة.. وأشار التقرير إلي أن الدول العربية السنية لاتدعم الحكومة العراقية, وهو ما يعزز رفض السنة العراقيين العرب لفرضية شرعية الحكومة العراقية الراهنة.
وقال الكاتب أنه بعد استعراض هذه المعطيات يحق لنا أن نتساءل عما حققه جورج دبليو بوش من وراء غزوه للعراق, سواء للشعب العراقي, أو للولايات المتحدة الأمريكية, أو للمنطقة العربية, أو لمنطقة الشرق الأوسط؟ أو حتى للرئيس جورج دبليو بوش, أو للحزب الجمهوري؟ ولا نملك بعد استقراء مجمل الصورة, إلا أن نقر بأن جورج بوش قد أخفق إخفاقا كبيرا فيما كان يهدف لتحقيقه من وراء غزوة العراق علي كل هذه المستويات والأصعدة. فقد وعد الشعب العراقي بنظام ديمقراطي, وعراق موحد قوي, ورخاء وتعاون إقليمي واسع, وسلام ووفاق اجتماعي, ونزعم أنه لم يتحقق من هذه الوعود شئ: فلا يمكن أن نقطع بأن هناك ديمقراطية في العراق, فالدستور الذي طرح للاستفتاء وتم تمريره, مطعون في دستورية ومطلوب تعديل بعض فقراته, والنظام السياسي يقوم علي الطائفية والمحاصصة, وليس علي أساس وجود أحزاب سياسية وطنية, تتنافس سياسيا للوصول للحكم علي أساس برامج وطنية حقيقية وصادقة, كما أن نسبة المشاركة الشعبية في النظام السياسي محدودة للغاية.. وبناء عليه فان مكونات قيام أي بنيان ديمقراطي حقيقي غير متوافرة ـ بل معدومة, فضلا عما سبق, فقد أصبح التدخل في شئون العراق من الخارج عملا مشروعا من جانب بعض الدول الأخرى وعلي رأسها إيران, علاوة علي أنه لم يعد هناك ما يسمي بالشعب العراقي الموحد القادر علي تحقيق السلم والأمن الاجتماعي العراقي.. وأخيرا فهل يعقل أن يسود الرخاء في دولة متمزقة الأطراف, تحولت لتصبح وليمة لكل طامع من كل فج وطيف ـ سواء من الداخل أو من الخارج ـ فالواقع الدامغ يقطع بأن العراق قد تمزق من أحشائه, ولا يمكن إنقاذه إلا بمعجزة سماوية.
أما على تأثير ما اعتبره "فشلا أمريكيا بالعراق" على مستوي المنطقة العربية, فأشار الكاتب لكون ما تم في العراق, قد فتح الباب أمام احتمالات إرساء صيغة جيواستراتيجية جديدة, قد تغير من طبيعة هذه المنطقة السياسية, وقد تعتمد علي محاور جديدة تقوم علي بزوغ إيران كقوة إقليمية, وتشرذم الواقع السياسي العربي أكثر مما هو عليه الآن, بما يقطع بزيادة ضعف الكيان والنظام العربي الحالي.
عالميا؛ رأى الكاتب أنه فقد تولد عن الحملة الأمريكية لما سمي بالحرب علي الإرهاب الدولي, وليس مواجهته أو محاصرته أو حتى احتوائه ـ بزوع أشكال وأنماط جديدة من الإرهاب, تجذرت فيها فيروسات وجينات مستحدثة لأشكال جديدة للإرهاب الحقيقي والمقيت. ولن يتسع المجال هنا للحديث عما حاق بالرئيس جورج دبليو بوش أو بالولايات المتحدة الأمريكية من جراء الغزو الأمريكي للعراق.. ولكن سوف نترك ذلك إلي الداخل الأمريكي المحتقن والمتربص!!
وفي الوفد كتب عباس الطرابيلي - رئيس تحريرها السابق- بعنوان "سفارة.. أم قصر الدوبارة؟!" و قصر الدوبارة هو القصر الذي كان مقراً لممثل بريطانيا في مصر قبل الاحتلال البريطاني عام 1882 ، منتقدا إقامة سفارة ضخمة للولايات المتحدة ببغداد، متسائلا عن مغزى طلب سلطات البيت الأبيض من الكونجرس الأمريكي اعتماد مبلغ 1300 مليون دولار لبناء مقر السفارة الجديد في بغداد وتخفيض الكونجرس المبلغ إلي 600 مليون دولار فقط.. ولكن داخل أسوار هذا المقر، قائلا أن مباني السفارة أقيمت علي مساحة 100 فدان أي ما يقرب من نصف مليون متر مربع.. وستضم 27 مبني و6 عمارات و619 شقة مع مركز للاستجمام وصالة للرشاقة وحمامات للسباحة ونادياً فاخراً.. وكل هذه المباني والمنشآت يحيط بها سور سمكه 15 قدماً لتحمي أكثر من 1000 موظف دائمين للسفارة.وأن هذا المباني التي عمل في إنشائها أكثر من 3500 عامل ومهندس تزيد مساحتها علي مساحة دولة الفاتيكان التي يدين لها كل المسيحيين الكاثوليك في العالم أجمع.
وتساءل الكاتب عن سر اختيار يوم 11 سبتمبر الحالي لافتتاح هذه السفارة "لنا أن نربط بين هذا التاريخ وتاريخ اليوم الأسود الذي تم فيه تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001. فهل تريد واشنطن أن تذكرنا نحن العرب ونحن المسلمين بهذا العمل الرهيب الذي زلزل الأرض تحت أقدام النظام الأمريكي كله.."
ومقارنا بمصر في عهد سابق قال الكاتب"ومبني سفارة بهذا الحجم يعيد إلي الأذهان ذكري أليمة عندنا في مصر اسمها »قصر الدوبارة«.. فهذا القصر الذي كان مقراً لممثل بريطانيا في مصر ـ قبل الاحتلال البريطاني عام 1882 يتحول بعد هذا الاحتلال في شهر سبتمبر من نفس العام إلي قلعة يحكم منها هذا الممثل الدبلوماسي مصر ليس من وراء ستار ولكن من علي مسرح الأحداث كلها سواء عندما كان اسمه: المعتمد البريطاني في مصر.. أو نائب الملك.. أو المندوب السامي في عهود عانت منها مصر"
وبعد أن استعرض جهود المصريين للتخلص من الاحتلال البريطاني، تساءل الكاتب "هل تريد أمريكا أن تحكم العراق من داخل قصر الدوبارة الجديد في بغداد.. وهل تعتقد أن هذا السور الرهيب سوف يحمي رجالها وعملاءها من غضبة الشعب العراقي.."
مجيبا "لا أعتقد.. فقط ما أشبه الليلة بالبارحة.. دولة كانت أكبر دولة استعمارية في العالم هي بريطانيا.. ودولة ورثت كل هذه الإمبراطورية وتحولت سفاراتها إلي ثكنات عسكرية تحتمي وراءها.."
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق