٠٥‏/١١‏/٢٠٠٧

عشية زيارة طالباني- ما دور المكاتب الكردية بالقاهرة؟

عشية زيارة طالباني- ما دور المكاتب الكردية بالقاهرة؟ المرصد الإعلامي العراقي بالقاهرة بينما اشتعلت الأزمة التركية العراقية الأخيرة على خلفية تهديد أنقرة باجتياح عسكري لشمال العراق فإن الصحف العربية لم تتوقف يوما عن مد القاريء بالجديد حول هذه الأزمة، وأحيانا ما تُنشر تحليلات لا تنقل الحقيقة أو تشوه جانبا منها بما قد يخدم الرؤية التركية في الأزمة. لكن المثير للدهشة حقاً ورغم وجود مكاتب تمثيل إعلامي وسياسي للأحزاب الكردية العراقية بعواصم عدة عربية أننا لم نقرأ على لسان هذه المكاتب في الصحف العربية- وعلى الأقل المصرية التي نتابعها بالقاهرة- ما يصحح الرؤية أو يرد على افتئات أو مغالطات ناهيك عن انعدام نشاط تلك المكاتب رغم مضي عشر سنوات تقريبا على افتتاحها بالقاهرة. قبل أيام نشرت صحيفة الأهرام مقالا مفصلا للكاتب المعروف أحمد حمروش رئيس لجنة التضامن المصرية التي كان لها دور في استضافة الحوار العربي الكردي عام 1998 عندما كان بالقاهرة ممثلا عن الاتحاد الوطني الكردستاني عدنان المفتي بنشاطه وإخلاصه المعروف. ورغم أهمية ما طرحه السيد حمروش بالمقال لكن كان ينقص طرحه بعض التحديث، ويفترض أن دور الممثليات الكردية بالعواصم المختلفة ومنها القاهرة هو سد مثل هذا النقص أولا بأول، بأن تمد المهتمين والإعلام بالجديد خاصة في أزمة كالتي تخيم على المنطقة حاليا. لكن الظن يصبح تفاؤلا مفرطا لا أكثر عندما نسأل أحدا من العراقيين عربا أو أكراداً بالقاهرة عن ممثلية الإتحاد الوطني الكردستاني بها، فيكون الرد إما بعدم العلم أنها موجودة أو أنهم يسمعون عنها فقط لكن لم يسمعوا عن نشاطها ولم يدعوا لأي من فعالياتها إن وجدت. وقبل أيام نشر السيد مصطفى صالح كريم من محل إقامته بالسليمانية بجريدة الاتحاد العراقية تفنيدا لما جاء من ترهات للقيادي البعثي صلاح المختار في جريدة مصرية، ومع تقديرنا لمساهمة السيد كريم فهل كانت هذه المهمة تصعب على مكتب بالقاهرة؟ وتساؤلنا الآن بينما سيحل بالقاهرة بعد أيام الرئيس العراقي وأمين عام الإتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، ما هو السبب في حالة الجمود التي عليها مكتب الاتحاد بالقاهرة، وهل يرصد لهذا المكتب ميزانية من ميزانية الإقليم أم ميزانية الحزب الذي يمثله؟ وفي الحالتين ما هو النشاط الذي يقدمه المكتب وهل يتناسب مع هذه الميزانية؟ ولم الصمت على ما ينشر من مغالطات في الصحف المصرية والعربية دون تعقيب أو توضيح؟ خاصة أن غالب الصحف لديها موقع اليكتروني سهل الإطلاع عليه ولديها بريد إليكتروني تستقبل عليه ببساطة الردود والتعقيبات، وإذا كانت السفارة العراقية تصمت عن الرد تجاهلا أو تكاسلا أو غير ذلك، فما الذي يمنع مكتب تمثيل إعلامي وسياسي كردي من الرد وتصويب الخطأ؟ وهل صحيح أن من أهم نشاطات هذه المكاتب حالياً عمل صفقات تجارية مع إقليم كردستان؟ وبالأخص تصدير الأدوية إلى مدينة زاخو ودهوك؟ وهل تتم هذه الصفقات بصورة فردية أم بمعرفة إدارة الإقليم؟ وهل إنشاء هذه المكاتب منذ العام 1997 كمكاتب تمثيل لدى الرئاسة والخارجية المصرية يسمح لها بهذا النشاط؟ ويبدو التساؤل أكثر حدة عندما نطالع في الصحف معلومات خاطئة عن العراق من ناحية تركيبه القومي والديني والمذهبي، أو عندما نقرأ دعوات لمساندة ما يسمى بالمقاومة أو نجد تحليلات تبرر وتسبغ الشرعية على عمليات قتل المدنيين العزل. وتلجأ بعض الصحف للأخذ عن وكالات الأنباء العالمية التي لها مراسلون بالعراق، لكن يتم غالبا إقصاء جانب من المشهد وإعادة كتابة المعلومات بما يغير من حقيقة الأمور، ومثال ذلك الكثير من الأخبار التي تنشر عن القتلى المدنيين على يد القاعدة مثلا؛ حيث يتم وضع الرقم في زاوية من الخبر دون الإشارة للمتسبب في القتل بما يجعل القاريء العادي يتصور أن هؤلاء الضحايا سقطوا على يد عناصر عراقية أو أمريكية، وهو أمر لا ننكر أنه يحدث بالفعل ولكن أن يتم خلط المعلومات لخدمة اتجاه دون آخر ولتبييض وجه فصيل كالقاعدة مثلا فهذا ما يتطلب المراجعة والتعقيب والتصحيح. على الأقل وفاء لدم الأبرياء والضحايا. إن كثيرا من المراقبين ينتظرون دورا حقيقيا لمكاتب التمثيل الكردي خاصة مع الأزمة التركية الأخيرة، أما الحاصل حاليا فهو ما يجب أن يعاد النظر فيه ولا نقول مراقبته أو محاسبته فدورنا الرصد والمتابعة، فهل ننتظر أن تخرج المكاتب من جمودها غير المبرر أو تغلق وتوفر ميزانيتها التي (لا نعلم قدرها) للشعب الكردي وليكن لأمر أكثر أهمية من مجرد إشباع حب الوجاهة والسفر والمكاتب الوثيرة، ولتخصص تلك الميزانية لأمر ينفع البلاد والعباد كعلاج مرض الكوليرا مثلا. وقد يكون مقبولاً في فترات سابقة تمثيل الأحزاب الكردية بالعواصم المختلفة ومنها القاهرة، لكن ما معنى هذا التمثيل الآن بعد توحد إدارتي السليمانية وأربيل؟ وهل الأولى خلق كيان يمثل جسراً للصداقة المصرية الكردية إذا كان هذا أحد أهداف إنشاء المكاتب الكردية في البداية. ___ http://iraqegypt.blogspot.com/ newiraq@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

الأخبار من صوت العراق

FEEDJIT Live Traffic Feed

Counter